القاهرة- شيماء مكاوي
أكدت أستاذ عيون الأطفال والحول وزميل كلية الجراحين الملكية البريطانية وعضو الجمعية الأوروبية لعيون الأطفال والحول، الدكتورة هبة متولي، أهمية الكشف المبكر على عيون الأطفال، مضيفة أن "مستوى رؤية أطفالنا مهمة جدا لممارسة حياة طبيعية، كما يتحكم أيضا في مستقبلهم المهني والوظيفي".
وبينت متولي في حديثها لـ "العرب اليوم"، "تعتبر الأعوام والشهور الأولى من عمر الطفل هي فترة تطور الجهاز البصري والخلايا العصبية البصرية في المخ، لذلك يجب فحص عيون الأطفال عند طبيب عيون الأطفال المتخصص في الأعوام الأولى من عمر الطفل، فعلى سبيل المثال عدم تطور الجهاز البصري عصبيا وضعف هذه الخلايا العصبية يسمى بالكسل الوظيفي للعين والذي يجب تجنب حدوثه وعلاجه مبكرا في أعوام العمر الأولى حتى لا يؤدي إلى ضعف الإبصار الدائم".
وأوضحت أن "عيون الأطفال ومشاكلها لا تختلف عن عيون الكبار في معظم الأحيان، وإنما الذي يختلف هو طريقة فحص العيون عند الأطفال والتغيير الذي ينشأ في عين الطفل بسبب النمو المتواصل للجسم، ما يؤدي إلى الحاجة للفحص الدوري المنتظم".
وتابعت "الطبيب المتخصص في عيون الأطفال لدية القدرة على فحص الطفل من سن الولادة ومنع حدوث هذا الكسل السالف ذكره، حيث يقوم الطبيب بالتأكد من عدم وجود أي مانع يمنع تطور العين عصبياً بالشكل الطبيعي، عن طريق التأكد من أن الطفل لا يعاني من أي عيب من عيوب الإبصار، مثل طول النظر أو قصر النظر أو الـ "أستيغماتزم" والذي يتطلب ارتداء النظارة الطبية، أو مثلا وجود أي نوع من أنواع الحول أو المياه البيضاء، أو سقوط في الجفن وغيرها من أمراض العيون".
وأضافت في شأن صعوبة الكشف على الطفل "تكمن صعوبة فحص عيون الأطفال في عدم التعاون في معظم الأحيان، وتنشأ هذه الصعوبة من مصادر عدة، ومن ضمنها تخويف الأهل الدائم من الطبيب بأنه قد يعطي الطفل إبرة إذا كان غير متعاون، لاسيما أن الفحص يتطلب وضع الطفل على أجهزة معقدة في بعض الأحيان وغير مصممة للأطفال ووضع قطرات للمساعدة في تشخيص الأمراض، وبعض هذه القطرات قد تكون مؤلمة، وأيضا استعمال الإضاءة الساطعة في كثير من أجهزة فحص العيون، وكل هذه الأشياء خاطئة وغير صحيحة".
واستدركت الدكتورة متولي "لكن يقوم طبيب عيون الأطفال بفحص عيونهم عن طريق استخدام أجهزة متخصصة في التعامل مع عيون الأطفال، وعن طريق خبرته في أمراض العيون عند الأطفال ومتابعة الطفل دورياً، إضافة إلى أن الطفل لا يستطيع التعبير عن نفسه، وغير قادر على وصف رؤيته بالمشوشة في معظم الأحيان، ما يسبب ذلك في تأخر اكتشاف ضعف الإبصار وإهماله، مما يؤدي إلى احتمالية الإصابة بالكسل الوظيفي، لذلك ننصح باللجوء إلي فحص عيون أطفالنا مبكرًا جدًا كفحص روتيني في أول عامين من العمر، للتأكد من سلامة أعينهم وتطورها بشكل سليم".