عمان - ايمان يوسف
عرف الفنان الأردني أنور خليل بأدوار الشر والإبدع فيها بالرغم مما يحمله من إحساس مرهف ، كما أقنع جمهوره بدور الشر الذي يبدع فيه حتى إن الفنان المصري الراحل محمود المليجي قال له "أنت أجمل شرير أراه في حياتي" .
قال خليل في حوار مع "العرب اليوم" إنه من الجيل القديم الذي قدم الكثير من الأعمال وهو موجود هذه الفترة بحركة فنية تضمحل رويدًا بسبب قلة الإنتاج في الأردن ، كما أن فناني الجيل القديم الذين غابوا عن الإنتاج لنحو 15 عام لأسباب عدة ، منها أسباب إنتاجية ، ولم يكن الإنتاج من إهتمامات الجهات الثقافية المسؤولة في الأردن ، فبعد هذا الغياب فإن الإنتاج تطور موضوعيًا وتكنولوجيًا من حيث معدات الكاميرات والتصوير فلم يستطع بعض الفنانين مواكبة التطور".
وبين الفنان خليل أن هناك اختلاف في المزاج العام لدى الجمهور ولدى الفنانين ، موضحًا أنه في القديم كان الفنان يقرأ النص كاملًا ويجتمع مع المخرج والمؤلف لتجسيد شخصيته المطلوبة ، كما أنه كان يعرف أحداث المسلسل كاملًا أما الان فأصبح الممثل يقرأ شخصيته ويذهب إلى موقع التصوير بدون بروفات ، مشيرًا إلى أن القراءة ومعرفة أحداث المسلسل تجعل الممثل يتقن دوره.
بدأ الفنان المحترف أنور خليل ، مشواره الفني منذ عام 1977 بأول مسلسل كان له الدور الرئيسي في المسلسل ولديه رصيد من المسلسلات السهرات التلفزيونية بلغ 120 عملًا ، وعندما بدأ خليل اختار أن يجسد أدوار الشر حيث كان عمره 24 عامًا وكان شكله ضخم فكان من الصعب أن يجسد أدوار تتناسب عمره ، مما جعله يأخذ أدوارًا اكبر من عام ، نظرًا لاحتياج الأدوار الشريرة إلى جهد كبير لتقمص الشخصية للإبداع بها وإقناع الجمهور بها أيضًا.
ولفت خليل إلى أن والدته التي تعرفه أكثر الناس تفاجأت بأدواره الشريرة ، قائلة "هذا ليس إبني هذا تمثيل" ، وما قاله له الفنان محمود الملجيي عندما قابله "أنت أجمل شرير أقابله" ، ومن الحوادث الأخرى أن لإحدى السيدات لحقت به في أحد شوارع عمان وسبته لأنها شاهدت واحدًا من أدواره الشريرة مما جعل الناس في الشارع يبدأون بإقناعها بأن ما يقوم به على شاشة التلفزيون ما هو إلا تمثيل .
وعن بداياته يروي خليل "كان والدي يصطحبني معه إلى السينما أيام أوجها فكنت أشاهد الأفلام معه وعندما أعود إلى حارتي أقوم بجسيد مشاهد الفيلم لأبناء الحارة مقابل قروش يدفعوها لذلك ووعدني والدي أن أكمل تعليمي في المجال الذي احبه ، لكن وفاة والدي جعلت جدي هو ولي أمري وهو بدوره رفض رفضًا قاطعًا بسبب العادات والتقاليد أن أخوض هذا المجال ، ودرست في سورية بكالوريس تخصص زراعه ، وكانت في وقتها الحركة المسرحية الجامعية في دمشق بأوجها فالتحقت بالفرق المسرحية هنا ، وبعد أن تخرجت جئت إلى عمان عملت لمدة عام في تخصصي ثم انتقلت إلى الإمارات لاعمل فيها في التخصص الأكاديمي لكن حلم التمثيل بقى يراودني فاستقلت من عملي وعدت إلى عمان مقررًا خوض مجال الثمثيل وهكذا كان ".
وأضاف خليل أن أكثر دور علق في أذهان الناس كان في مسلسل الذئاب لأنه كان دور صعب جدًا وكنت مشهور بجملة "سليم في السليم" والتي علقت في أذهان الناس فترة طويلة ، أما أصعب دور كان في سهرة رمضانية إسمها المسعور ، متابعًا "وجدت صعوبة في بداية حياتي في الخروج من الشخصية التي تقمصتها حتى بعد انتهاء التصوير لكن بعد الخبرة والعمل الطويل أصبح الأمر سهلًا".
وطالب خليل من الجهات المعنية الإهتمام بالفنان من خلال فرجة مسرح قومي ، لافتًا إلى عدم وجود مظله ممنهجة للعمل الثقافي في الأردن ، لذلك يجب أن يكون هناك إنتاج أردني للمسلسلات ليست البدوية فقط ، التي تعالج المشاكل المختلفة التي بدأت تظهر في المجتمعات المختلفة مثل التطرف والمخدرات ، لما للدراما من أهمية في إيصال رسالة توعوية وأعمق من غيرها.
واعتبر خليل أن لا يعتاش من العمل الفني لانه يعمل في شهر رمضان أما باقي الفصول فلا يعمل ، بسبب أن المسلسلات الجدية تظهر على الفضائيات ، في شهر رمضان كموسم لها .