دعا مركز أسرى فلسطين للدراسات الأحد, إلى عدم الإفراط  في التفاؤل بخصوص ما يدور في أروقة السياسة حول إطلاق سراح الإسرى القدامى من سجون الاحتلال كشرط للعودة إلى المفاوضات مرة أخرى. وقال المدير الإعلامي للمركز رياض الأشقر في تصريحات صحافية لـ "العرب اليوم" إن هذا الأمر تم طرحه عدة مرات قبل ذلك ولم يحدث فيه أي تقدم، حيث أن الاحتلال يلوح دائماً بورقة الأسرى للمساومة، والضغط على الجانب الفلسطيني لابتزازه لكسب مواقف سياسية مجانيه لصالح الاحتلال" . وأوضح الأشقر أن الاحتلال لم يوافق حتي الآن على إطلاق سراح الأسرى القدامى أو حتى جزء منهم مقابل موافقة السلطة للعودة إلى المفاوضات. واعتبر الأشقر أن كل ما ينشر هو مجرد توقعات من قبل محللين سياسيين ومتابعين لما يدور في الشأن الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الحديث حول هذا الأمر وكأنه أمر واقع يؤدى إلى الإحباط لدى الأسرى القدامى، حيث بدء البعض للأسف يتحدث عن موافقة الاحتلال على إطلاق سراحهم وأنه يدرس الآن الأسماء المرشحة للإفراج ، وفي حال لم يتم ذلك وهو المتوقع تتأثر نفسية الأسرى بشكل كبير، ويتسلل الإحباط إلى نفوسهم ونفوس ذويهم مما يسبب أثاراً سلبية على الأسرى وواقعهم داخل السجون، وهذا حدث وتكرر في مرات سابقة . ورحب الأشقر بإطلاق سراح أي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال, كونه يشكل نصراً  للإرادة الفلسطينية ورصيداً جديداً لمقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال حتى لو كان عن طريق المفاوضات، ولكنه رفض في الوقت نفسه أن تخضع قضية الأسرى للإبتزاز السياسي، وأن تصبح قابلة للمساومة، مستبعداً أن يوافق الاحتلال على إطلاق سراح كافة الأسرى القدامى أياً كان المقابل، حيث ان الاحتلال كعادته يريد أن يحقق مصالحه السياسية دون أن يقدم للطرف الفلسطيني أي تنازلات ولو كانت قليلة، منوهاً إلى المعارضة الشديدة التي يجاهر بها نواب متطرفون لإطلاق سراح اسرى فلسطينيين قتلوا إسرائيليين، وانهم بصدد صياغة قانون يسحب صلاحيات رئيس الوزراء الإسرائيلى في إمكانية إصدار عفو عن الأسرى الفلسطينيين وإطلاق سراحهم، كذلك التسريبات التي بدأت تظهر في الإعلام الإسرائيلي حول بعض الأسماء التي يرفض الاحتلال التعاطي معها ضمن قائمة الأسرى القدامى وخاصة أسرى القدس وأراضي الـ48 . ودعا الأشقر وسائل الإعلام إلى تحري الحذر في التعاطي مع مثل هذه الأخبار لأنها تؤثر بشكل كبير على نفسيات الأسرى، وتسبب لها صدمات نفسية قاسية، كذلك دعا السايسيين والمهتمين إلى التدقيق في معلوماتهم قبل نشرها عبر وسائل الإعلام .   في السياق ذاته كشف وكيل وزارة الأسرى زياد أبو عين في تصريحات صحافية أدلى بها أن ملف الإفراج عن الأسرى ما قبل اتفاقية أوسلو أصبح أكثر نضوجاً من خلال اللقاءات التي يجريها الرئيس محمود عباس مع الإسرائيليين عبر الوسيط الأميركي جون كيري، ولكنه مرتبط بملفات أخرى تتعلق بالأرض والحدود ووقف الاستيطان.   وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قدم لوزير الخارجية الأميركية "جون كيري" لائحة بأسماء الأسرى المرضى والذين يعانون من وضع صحي صعب وعددهم 34  أسيراً، إضافة إلى الطلب من إسرائيل الوفاء بما تعهد به رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بالإفراج عن 1037 أسيراً.   يذكر أن 103 أسرى اعتقلتهم إسرائيل قبل توقيع اتفاق "أوسلو" للسلام عام 1993 وما زالوا يقبعون في السجون الإسرائيلية.