إطلاق بروتوكول دولي لمواجهة العنف الجنسي في النزاعات

أطلق وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ والمبعوثة الخاصة للأمم المتحدة انجلينا جولي يوم الأربعاء برتوكولا جديدا في قمة " القضاء على العنف الجنسي" الجارية في لندن، يوفر إرشادات حول كيفية تحقيق وتوثيق جرائم العنف الجنسي في النزاعات.
ويهدف البروتوكول الدولي وهو الأول من نوعه إلى وضع معيار دولي حول كيفية التحقيق وجمع القرائن المتعلقة بالعنف الجنسي في النزاعات ، من المتوقع أن يخدم كأداة لتعزيز المحاكمات عن هذه الجرائم في جميع أنحاء العالم.
وقال هيغ " إننا نأمل أن يلعب دورا مهما في تهشيم ثقافة الإفلات من العقاب من العنف الجنسي في النزاع ، إذ تعتبر (ثقافة الإفلات ) عاملا رئيسيا في تواصل مثل هذه الجرائم".
وأضاف هيغ أن البروتوكول سوف يساعد النيابة والشرطة وحفظة السلام والمجتمع المدني على جمع الأدلة وإجراء التحقيقات في جرائم العنف الجنسي في النزاعات بشكل أفضل لجلب مرتكبي هذه الجرائم للعدالة.
وتظهر الإحصاءات تعرض ما يصل إلى 50 ألف أمرآة للعنف الجنسي خلال الحرب في البوسنة، في حين لا يعرف على وجه الدقة عدد ضحايا هذه الآفة في بعض الدول الإفريقية من السودان إلى سوريا ومصر، حيث يتجنب الضحايا الإعلان ما يحول دون محاسبة مرتكبي هذه الحوادث.
وقالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان" إنهم يستخدمون الاغتصاب كسلاح ضد عدوهم، لذلك فإنهم يغتصبون للإلحاق الخسارة بعدوهم... إنهم يغتصبون لأنهم يريدون إسكات الناس وتحطيم أحلامهم"، مضيفة أن هذه رسالة مقنعة لخصومهم لجعلهم يشعرون بالحيرة والارتباك لعجزهم عن حماية نسائهم وللسيادة الذكورية.
وقالت " إننا نريد إجراءات جدية لمحاكمة مرتكبي جرائم العنف الجنسي، مضيفة أن المسؤولية الوطنية في معالجة الأسباب الجذرية لعنف الجنسي في النزاعات المسلحة ضرورية لردع ومنع هذه الجرائم".
وتابعت كرمان بأن ذلك يتطلب ترابطا متكاملا بيمن الأنشطة السياسية والأمنية والأنشطة المتعلقة بالتنمية وحقوق الإنسان بما في ذلك المساواة بين الجنسين وسيادة القانون والعدالة.
ودعت إلى سيادة القانون كواحد من العوامل الأساسية لمنع النزاعات وتسويتها والحفاظ وصنع السلام .
وكرمان هي ناشطة حقوقية يمنية تخدم في مجال حماية حقوق المرأة وتعزيز السلامة وبناء السلام في اليمن منذ سنوات. وقد شجعت الكثير من الفتيات والنساء المتضررات على التحدث علنا عن معاناتهن.
وقالت " أنا أؤمن دوما بأن النساء في الدول ذات المعدلات المرتفعة من الاغتصاب هن في غاية القوة ولديهن شجاعة داخلية لوقف هذا الظلم التاريخي".
وتظهر الأبحاث ان العنف الجنسي ما زال الظاهرة السلبية المهددة للحياة والأكثر شيوعا في كينيا. وتعرضت نصف النساء تقريبا ما بين 15 و 49 عاما في الدولة من العنف الجنسي أو البدني أو كلاهما معا، وفقا لتقرير المسح الصحي الديموغرافي الكيني.
وتقول وانغو كانجا ، وهي فتاة كينية تعرضت للاعتداء الوحشي قبل أن تتحول إلى دعم الناجيات من العنف الجنسي،" أنا استخدم خبرتي الخاصة لمساعدة النساء والأطفال على بدأ عملية التعافي، وفي نفس الوقت مساعدتهن على الوصول الى العدالة وأن يصبحن أقل ضعفا".
بيد أن التحديات -بحسب قولها- ما زالت موجودة، مشيرة إلى غياب التمويل والموارد والفساد في القضايا وصعوبة تغيير عقلية الناس للتحدث عن العنف الجنسي.
وبدأت فعاليات قمة القضاء على العنف الجنسي في النزاع والتي تستمر لأربعة أيام يوم الثلاثاء . وتجمع القمة العالمية وفود أكثر من 100 دولة بما في ذلك منظمات دولية وممثلين منظمات غير حكومية.