كييف - العرب اليوم
اسقط الانفصاليون الموالون لروسيا طائرة نقل عسكرية اوكرانية السبت ما ادى الى سقوط 49 قتيلا في هجوم هو الاشد دموية ضد الجيش في شرق البلاد منذ شهرين، ما ارخى بظلال من الشك على الامل بالتوصل الى حل سلمي للازمة.
وفي كييف انتهت مساء السبت جلسة تفاوض بين روسيا واوكرانيا بوساطة الاتحاد الاوروبي بهدف حل مشكلة الغاز الروسي، بلا نتيجة وسيستانف التفاوض الاحد، وسط تظاهر اوكرانيين وتوتر في محيط قرب السفارة الروسية.
واعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل السبت في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن "قلقهما الشديد ازاء استمرار المعارك في شرق اوكرانيا".
في الاثناء دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الاميركي جون كيري في اتصال هاتفي الى "استخدام نفوذه" في كييف لوقف العملية العسكرية للسلطات الاوكرانية في شرق البلاد والتي خلفت منذ نيسان/ابريل اكثر من 300 قتيل.
وهاجم الانفصاليون طائرة الاليوشين-76 التي كانت تقل مظليين، قرب مطار لوغانسك حيث كان يفترض ان تهبط، موجهين بذلك ضربة مؤلمة للجيش الاوكراني ولآمال التهدئة التي ارتسمت في الايام الاخيرة بعد اول اتصال بين موسكو وكييف.
وكان الرئيس الاوكراني الموالي للغرب بترو بوروشنكو قدم هذا الاسبوع لبوتين خطته للسلام.
واثر الهجوم توعد بوروشنكو الانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا ب"رد ملائم" على اسقاطهم الطائرة العسكرية.
وقال الرئيس في بيان معلنا الاحد يوم حداد وطني ان "المتورطين في عمل ارهابي بهذه الفداحة سيعاقبون، واوكرانيا في حاجة الى السلم لكن الارهابيين سينالون الرد الملائم".
وقال الناطق باسم الانفصاليين في لوغانسك فلاديمير اينوغورودسكي لوكالة فرانس برس ان قواته "تحاصر المطار بالكامل".
واضاف ان الطائرة اصيبت بصاروخ مضاد للطيران اطلقه متمردون وسقطت في "منطقة المطار".
وصرح الناطق العسكري الاوكراني فلاديسلاف سيليزنيوف لفرانس برس ان جميع من كانوا على متن الطائرة العسكرية من طراز ايل-76 قتلوا في الهجوم الذي استهدفها في لوغانسك، احد معاقل حركة التمرد الموالية لروسيا في شرق البلاد.
وقال المتحدث "كان على متنها طاقم من تسعة اشخاص واربعون مظليا، وقتلوا جميعا"، موضحا ان الهجوم وقع السبت في الساعة الاولى فجرا (22,00 تغ الجمعة).
وتجمع السبت في كييف نحو 300 اوكراني غاضب امام السفارة الروسية رافعين لافتات كتب عليها "روسيا قاتلة" و"لا للمفاوضات مع بوتين".
وصعد متظاهر سياج السفارة ونزع العلم الروسي في حين هتف المتجمعون "فاشيون".
وقام آخرون بقلب سيارات دبلوماسية وكسر زجاجها. والقوا ببيض على المبنى. ومساء القيت زجاجة حارقة على المبنى دون التسبب في اضرار تذكر.
ونددت واشنطن على الفور بمهاجمة السفارة ونزع العلم الروسي ودعت كييف الى احترام اتفاقية فيينا التي تلزمها بضمان امن المباني الدبلوماسية.
ونددت موسكو بالهجوم على سفارتها وب"عدم تحرك" سلطات كييف ضد المهاجمين.
وفي كييف ايضا وعلى خط مواز لاعمال العنف انتهت جلسة تفاوض بشان الغاز الروسي لاوكرانيا بلا نتيجة.
وأعلن وزير الطاقة الاوكراني يوري برودان انه لم يتم التوصل الى تسوية السبت في كييف بهدف تفادي قطع الغاز الروسي عن اوكرانيا الاثنين، مشيرا الى ان المفاوضات ستستأنف الاحد بين روسيا واوكرانيا بوساطة الاتحاد الاوروبي.
وقال برودان "لم يتم التوصل الى اي حل. المفاوضات ستستأنف صباح الاحد"، بينما غادر رئيس مجلس ادارة شركة غازبروم الروسية الفندق حيث تجري المفاوضات دون الادلاء باي تصريح.
وبحسب الوزير الاوكراني فان قرار استئناف المفاوضات الاحد اتخذ بناء على اقتراح تقدم به مفوض الطاقة الاوروبي غونتر اوتينغر الذي يشارك في هذه المفاوضات.
من جهته قال اوتينغر للصحافيين ان المفاوضات ستستأنف الاحد في الساعة 09,30 (06,30 تغ).
وكانت آخر جولة من المحادثات حول الغاز التي تجري برعاية الاتحاد الاوروبي في بروكسل انتهت الاربعاء بدون التوصل الى اتفاق بعدما رفضت اوكرانيا اقتراحا "نهائيا" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقضي بتحديد سعر كل الف متر مكعب من الغاز ب385 دولارا بحسم يبلغ مئة دولار.
وامهلت مجموعة غازبروم الروسية اوكرانيا حتى الاثنين لسداد دينها الذي يناهز ملياري دولار تحت طائلة وقف امدادها بالغاز.
واعلنت الولايات المتحدة الجمعة ان روسيا زودت المتمردين الموالين لها في شرق اوكرانيا بدبابات وقاذفات صواريخ وعتاد عبر الحدود بين البلدين خلال الايام الاخيرة.
وافاد مصور فرانس برس في لوغانسك البالغ عدد سكانها نصف مليون نسمة والواقعة قرب الحدود مع روسيا، انه سمع فجر السبت في وسط المدينة انفجارات شديدة وان طائرات ومروحيات الجيش الاوكراني قصفت ليلا حواجز الانفصاليين.
وقد شهد مطار لوغانسك الدولي الاسبوع الماضي هجوما لانفصاليين تصدت له القوات الاوكرانية.
وتتهم كييف والغربيون باستمرار موسكو بالتحرك خفية لدعم حركة التمرد المسلحة في اوكرانيا وتزويدها بالاسلحة.