الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
كشف الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب اقوير عن معارك تشهدها مقاطعة البيبور في ولاية جونقلي، وقال "اقوير" في تصريحات عبر الهاتف لـ"العرب اليوم" إن القتال يدور على خلفية عمليات نهب للأبقار والماشية والأطفال بين قبليتي "اللانوير" و"المورلي"، وأضاف أن بعض القبائل لها تاريخ في هذا النوع من الأعمال المخالفة للقانون والضارة بأمن المجتمع، مضيفا أن هذا الصراع يتزامن مع مجهودات يقوم بها الجيش الشعبي لجنوب السودان لتهدئة الموقف والتفرغ لمواجهة هجمات المتمرد ديفيد ياو ياو، لكن الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان عاد وأشار إلى أن الجيش الشعبي ولصعوبة المواصلات وانعدام الطرق الصالحة للاستعمال في الخريف في هذه المناطق وسوء الاتصالات لم يتمكن من الوصول إلى كافة المناطق وتغطيتها أمنيا، وقال لهذه الأسباب لا أملك معلومات دقيقة عن الأوضاع ميدانياً هناك، وأكد أن هناك هجمات واشتبكات متكررة بين القبليتين في بعض مناطق البيبور، وأوضح أن الجيش الشعبي مهتم بمتابعة الموقف وتطوراته وأنه منتشر حالياً في المدن الرئيسية ولديه اتصالات مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي تملك تجهيزات متقدمة ولديها طائرات استكشافية تعمل الآن لمعرفة أماكن الاشتباكات التي لم تتوقف منذ 4 أيام، ووصف المعلومات التي يتم تداولها بأنها معلومات غير دقيقة بالنظر إلى أن طائرات الأمم المتحدة تواجه صعوبة في تحركاتها لأن التسليح المتقدم الذي تملكه المجموعات المتقاتلة ربما يهدد تحرك هذه الطائرات فقد تصبح هذه الطائرات معرضة للخطر، وفي سؤال لـ"العرب اليوم" عن مستوى التهديد الذي يمثله العقيد ديفيد ياو ياو لحكومة الجنوب وللجيش الشعبي لجنوب السودان حالياً، أجاب "اقوير" لم تقع اشتبكات جديدة بين قواتنا وقواته في "جونقلي"، مضيفاً أن العفو العام لايزال سارياً وقائماً، وجدد الرئيس "سلفاكير" في خطابه الأيام الفائتة بمناسبة احتفالات جنوب السودان بعيد استقلاله الثاني جدد العفو العام عن المجموعات المتمردة، لذا فإن العفو يمثل فرصة لديفيد ياو ياو لوقف القتال والأبواب ماتزال مفتوحة أمامه لكي يستجيب: لم يغلق الباب بعد كما يقول الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي الذي أكد أن المجموعات التي كانت تعمل لصالح الخرطوم في المناطق الحدودية عادت إلى الجنوب وانخرطت في مناقشات مع الحكومة ليتم استيعابها في السلطات المدنية والعسكرية في جنوب السودان، ويقول مصدر حكومي في جنوب السودان فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"العرب اليوم" إن علاج الأزمة والاحتراب القبلي يتطلب خطوات من بينها جمع السلاح من كل المليشيات بعدالة، ويشتكي البعض من أن السلاح لايجمع من كل الذين يحملونه كما أن السلاح الذي يجمع يعود بطريقة أو بأخري لبعض المليشيات والقبائل، وأضاف أن الأمر يتطلب أيضا إجراء مصالحات والاستماع إلى مطالب من يحمل السلاح، وكشف المصدر أن بعض التوتر الأمني مرتبط بحسابات التنافس الانتخابي بين قادة الحكومة في جنوب السودان، وأعرب المصدر عن خشيته من تصاعد التوترات، لاسيما وأنها تقع بالقرب من حقول البترول الرئيسية في مناطق "جونقلي" وولاية الوحدة فربما يطالب هؤلاء بنصيبهم في البترول في المستقبل القريب، وكانت الأمم المتحد قالت إن القتال بين الجيش الحكومي ومتمردين وبين قبيلتين متنافستين أدى إلى فرار الألاف إلى الغابات في شرق دولة جنوب السودان، وقال بيان صادر عن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لجنوب السودان توني لانزر، إن نحو 200 جريح وصلوا إلى مانيابول القرية النائية في ولاية جونقلي، وتقوم الأمم المتحدة بنقل المصابين جواً إلى بور عاصمة جونقلي، لتلقي العلاج، وتقوم منظمة أطباء بلا حدود بمساعدة المستشفى الرئيسي. وأعرب سفراء دول الاتحاد الأوروبي في جوبا ،السبت، عن قلقهم البالغ من خطر المواجهات العرقية التي أوقعت العام قبل الماضي مئات القتلي كما شهدت البيبور مايو/أيار الماضي، أعمال نهب قام بها مسلحون طالت مكاتب ومقار المنظمة الدولية.