حذرت بعض المنظمات والدول الغربية من خطورة الوضع الأمني في ولاية جونقلي في جنوب السودان، وطالبت المنظمة الأميركية الدولية للاجئين، إدارة الرئيس باراك أوباما، بحجب المساعدات التي تقدمها لحكومة الجنوب بسبب الانتهاكات التي يقوم بها "الجيش الشعبي" لجنوب السودان ضد المواطنين. وقالت المنظمة في تقرير لها، أن "الجيش الشعبي" متورط في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، شملت القتل، والاغتصاب، وحرق المنازل في البيبور، ونهب ممتلكات المواطنين، وحرمان المحتاجين من المساعدات الإنسانية. وشددت المنظمة أن واشنطن، التي تعد المانح الأكبر لدولة جنوب السودان، والأمم المتحدة، بما لديها من نفوذ الضغط على جوبا لوقف الانتهاكات، وشرحت لـ"العرب اليوم" تداعيات الوضع في ولاية جونقلي ومؤشراته، وإن كان الأمر كما يصوره البعض هناك.  ورفض وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب، برنابا بنجامين، اتهام "الجيش الشعبي" بالتورط في قتل المدنيين وقال بلهجة غاضبة "إننا لا نقتل المدنيين أو المواطنين العاديين، هذا اتهام نرفضه ولا نقبله، ومن يطلقون اتهامات كهذه لا يعرفون الحقيقة، الذي يحدث أن هناك تمرد مسلح يقوده العقيد المتمرد ديفيد ياو ياو، وأنه يستعمل المواطنين كدروع بشرية، وهذا يتسبب في صعوبات تواجه عمل الجيش الشعبي، الذي هو حريص على أرواح الأبرياء". وأضاف برنابا أن الحكومة تتابع الأوضاع، وهي مصممة على معالجة الأمر بما يستحق عسكريًا وسياسيًا، وكشف برنابا الذي يمثل الدائرة (10) في ولاية جونقلي في برلمان جنوب السودان، أن أعضاء الولاية في البرلمان يعملون وسط المواطنين بتشجيعهم على الحوار ووقف القتال. وقال إن الرئيس سلفاكير شكل لجنة تضم في عضويتها أعضاء البرلمان، ورجال الدين، وقيادات المجتمع المدني، ويرأس اللجنة أسقف الكنيسة الأسقفية، دانيال دينق، ووصف عمل اللجنة بالجيد، وأضاف الوزير أن "الجيش الشعبي" وقوات  حفظ السلام الدولية، يقومان بدور إيجابي ومهم لصالح حفظ الأمن في ولاية جونقلي. وفي سؤال عن الحروب والمعارك بين القبائل التي تشهدها المنطقة، أكد برنابا أن بعض شباب القبائل يقومون بسرقة أبقار القبائل الأخرى، كما يحدث بين قبائل المورلي، واللانوير، والدينكا، في ولاية جونقلي،  ليقوم شباب القبيلة الأخرى باسترداد الأبقار المنهوبة، وهنا يحدث القتال ويقع الضحايا، وقال "هذا سلوك قديم منذ عهد الاستعمار وإلي الآن، إنه ليس عملاً منظمًا".   من ناحيته، أوضح حاكم ولاية جونقلي، الفريق كوال ميانق، أن الوضع في ولايته لا يبدو مقلقًا بالدرجة التي تتحدث عنها وسائل الإعلام وبعض المنظمات الأجنبية، وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم" أن هذه الجهات تنقل معلوماتها من الشارع لكي تثبت أنها موجودة وتعمل لصالح حفظ حقوق الإنسان، وكثير من المعلومات التي تبثها هذه الجهات غير صحيحة. وفي سؤال عن تسريبات تحدثت عن حشود  لقبيلتي اللانوير والدينكا تزحف في اتجاه مقاطعة البيبور، حيث تقطن قبيلة المورلى وسط خوف من معارك جديدة، أجاب  كوال ميانق، أن محافظ المقاطعة لم ينقل له أي أخبار بهذا الخصوص، وأضاف لو كان الأمر خطيرًا لكان قد أبلغني، وقال ميانق "أنا الآن في جوبا منذ الاحتفالات بأعياد الاستقلال، وأتابع التطورات في ولاية جونقلي". وفي سؤال لـ"العرب اليوم، عن حملة السلاح التي كان قد دشنها رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، مؤخرًا في ولاية جونقلي ضمن خطة الحكومة للسيطرة على السلاح، أجاب "الحملة بدأت بشكل جيد، لكنها تعرضت لبعض الصعوبات المتمثلة في تدفق كميات من السلاح للمجموعات المتمردة ومن بينها مليشيا العقيد ديفيد ياو ياو". وألمح أن الحكومة السودانية متورطة في إمداد هؤلاء بالسلاح ضمن الصراع مع جنوب السودان، وتعهد بالمزيد من الخطوات لضبط استخدام السلاح في ولاية جونقلي، في إطار تنفيذ الخطة الكلية لحكومة جنوب السودان. وكانت الأمم المتحدة طالبت بنقل المزيد من القوات بسرعة إلي ولاية جونقلي، لتوفير حماية أفضل للمدنيين، بينما انتقدت الولايات المتحدة حكومة جنوب السودان، وعبرت عن خيبة أملها لتقاعس الجيش عن حماية المدنيين في بعض المناطق في ولاية جونقلي، وكان سفير جنوب السودان في الأمم المتحدة فرانسيس دينق، أبلغ مجلس الأمن حرص بلاده على معالجة المشكلات الأمنية، قائلاً، ندرك أن هناك فجوة بين تطلعاتنا للأمن واحترام حقوق الإنسان، مشيرًا أن تركة الحرب الثقيلة تسببت في لجوء الناس إلي الوسائل العسكرية. من ناحيته، قال الناطق الرسمي باسم "الجيش الشعبي" لجنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، إن المليشيا المتمردة المدعومة من جهات خارجية، هي التي تقتل الأبرياء، وترتكب التجاوزات، وأكد لـ"العرب اليوم" أن "الجيش الشعبي" يقوم بواجباته في محاربة المتمردين.