الدار البيضاء ـ سعيد بونوار
في حرب الولايات المتحدة الأميركية على أفغانستان وزعت الطائرات الحربية على سكان القرى والبوادي الفقراء مناشير الدعوة "إلى حب الحياة وكره طالبان"، ومعها كانت ترسل أطنان الصواريخ على المخالفين لقوانين سير النظام العالمي، وفي حرب المغرب على حوادث السير، آثرت طائرات وزارة التجهيز والنقل "الورقية" توزيع مناشير الدعوة إلى منح "الأولوية للحياة" بوجوب احترام قانون السير وذلك بالقيام بحملات توعية تجوب المدن والأحياء والقرى. فصل المقال في ما بين أفغانستان والمغرب من اتصال يكمن في أن دولة "طالبان"، المصنفة على قائمة البلدان الأكثر خطورة بسبب الحرب والنزاعات والإرهاب، لم تفقد غير 2200ضحية عام 2008، إلا أن المغرب يفقد ما يفوق الـ 4000قتيلاً في حرب ما بات يعرف بـ"حرب الطرقات". وما تخلفه حوادث السير أخطر مما تخلفه قنابل وصواريخ الحروب، فالمعطوبون الذين يجوبون الأزقة أو يركنون ببيوتهم وصل عددهم العام الماضي 91 ألف مغربيًا، بينهم حوالي 14 ألفًا في حالة خطيرة. تقارير عن اللجنة الوطنية لحوادث السير تتوقع مقتل أكثر من 5000 مغربيًا وآلاف المعطوبين كل عام، في ما تؤكد مصادر من الوزارة أن المغرب تمكن من تحطيم كل أرقامه القياسية بالوصول إلى أزيد من 4000 قتيلاً بسبب ما يحدث في الطرقات، وممثلو التنظيمات النقابية يرون في القانون الجديد المأخوذ من التجربة الكندية لا يستجيب لمعطيات الواقع المغربية، فالطرقات في المغرب ليست بالشكل الذي توجد عليه في كندا، والحالة الميكانيكية للسيارات ليست هي المعتمدة في هذا البلد الغني، ومع ذلك بات ملزمًا على كل سائق مغربي أن يلج السجن بمجرد لمس مواطن لا يحسن عبور الطريق.