اكد شهود عيان الاثنين ان الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وسط السودان، خرجوا ضد رفع الحكومة لاسعار المواد البترولية. وقال احد سكان المدينة لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "عند التاسعة صباحا تجمع في السوق الرئيسية للمدينة حوالي 1200 شخص اغلبهم من الشباب وبدأوا يهتفون +لا لا للغلاء+ و+ثورة ثورة حتى النصر+ و+ارحل ارحل+". واضاف انهم "اغلقوا عددا من الشوارع الرئيسية بوضع جذوع الاشجار والحجارة واحرقوا الاطارات القديمة. وتصدت لهم الشرطة بطلاق الغاز المسيل للدموع" وتابع "شاهدت سيارتين حكوميتين تحترقان". وقال احد المشاركين في تظاهرة انطلقت في الجزء الغربي من المدينة "لم نعد نستطيع الصبر اكثر من هذا والوضع لا يطاق ... منذ ثلاثة ساعات ونحن نغلق طريقا رئيسيا". وقال شاهد اخر "يتقدم المتظاهرون من اتجاهات ثلاثة نحو مقر حكومة الولاية الذي اغلقت شرطة مكافحة الشغب الطرق المؤدية اليه". ووصفت وكالة الانباء السودانية الرسمية المشاركين في التظاهرات ب"المخربين". وقالت "تمكنت الاجهزة الامنية والشرطية بمدينة ودمدني اليوم (الاثنين) من احتواء اعمال شغب محدودة قامت بها فئة من المخربين استقطبت مجموعة من المشردين". واضافت الوكالة "لحقت بعض الاضرار بمحطة وقود بالسوق كما جرت محاولات لتخريب تلفزيون ولاية الجزيرة وبعض المواقع الخدمية والممتلكات الا انه تمت السيطرة على الموقف وعاد الهدوء للمنطقة وتم القبض على عدد من المخربين وما زالت ملاحفة البقية جارية". واعلنت الحكومة السودانية الاثنين زيادة اسعار المواد البترولية ضمن حزمة اصلاحات اقتصادية تعتزم تطبيقها وتشمل رفع الدعم الحكومي عن المنتجات البترولية والقمح. وقال الرئيس السوداني عمر البشير الاحد "اصبح حجم دعم المواد البترولية يشكل خطورة كبيرة جدا على الاقتصاد ومظاهره معروفة: التضخم الذي وصل الي ما فوق 40 %وتدهور سعر العملة الوطنية". واعلن تحالف معارض يضم عشرين حزبا الاثنين اعتقال 17 من اعضائه مساء الاحد كما اكد رفضه لزيادة الاسعار. وقال التحالف في بيانه "نجدد موقفنا الرافض لزيادة الاسعار ونؤكد العزم على مقاومة القرار بكل الطرق وندعو كل جماهير الشعب الى التعبير عن رفضها بكل الوسائل التي تعرفها".