رأى النائب البرلمان عن الأغلبية الحاكمة في موريتانيا الحسين ولد أحمد الهادي، الثلاثاء، أن حديث رئيس حركة الزنوج الموريتانيين(افلام) عن ضرورة انفصال الجنوب الموريتاني، أمر مستغرب وخطير للغاية، لاقتا إلى أنه لا يوجد انفصال مخملي أو سلس في الدول المتخلفة، بل كل انفصال هو دام وحزين وخال تماما من السلامة النفسية، وحسن الجوار. وأشار الهادي، في تدوينة على صفحته الشخصية على الفيسبوك، إلى "أن العلاقات بين مختلف القوميات المكونة للمجتمع الموريتاني، ومنذ مئات أو حتى آلاف السنين، لم تكن دوماً سخاءً رخاءً وردية، كما هو الحال في كل الدول سواء في المحيط الإقليمي أو القاري أو حتى الدولي، ولكنهم عاشوا مع بعضهم البعض ونجحوا في تجربة العيش المشترك في معظم العصور والعهود، ولديهم الآن، وأكثر من أي وقت مضى، القدرة والإرادة للاستمرار في حقيقة وواقع العيش المشترك، وفي كنف دولة موريتانية عصرية ومدنية جامعة". وأضاف "في موريتانيا الإسلامية حيث المجتمع مسلم بمطلقه، وثقافة الدين هي مصدر القيم والعلاقات الأساسية للمجتمع، واختلطت الأعراق وامتزجت القوميات، أجزم أنه من العبث أن نتحدث عن قوميات أو أعراق غير قادرة على العيش المشترك، مما يستدعي الانفصال".  إلى أنه "قد يخيل لبعض الانفصاليين الحمقى أن الساعة أزفت، ولكن حساباتهم غير دقيقة، لأنهم نسوا أو تناسوا أن مقاربة مكافحة الإرهاب لدى الدول العظمى، تعتبر أن بؤر التوتر والحركات الانفصالية ذات الطابع العرقي أو الديني، تشكل بيئة خصبة لعدم الاستقرار المناطقي والقاري وحتى الدولي، مما يؤدي لتشكل ونمو الحركات الإرهابية والجريمة المنظمة، وبالتالي فإن آمالكم المريضة لم يعد لها من سند دولي و لا إقليمي. عودوا إلى رشدكم وإلى أحضان وطنكم وأهلكم، أوعودوا من حيث أتيتم غير مأسوف عليكم، فليس لكم مكان بيننا كلنا، عربا، وزنوجا سودا، وسمرا، وبيضا".