شددت مؤسسات دينية وانسانية فرنسية، في نداء من أجل الشعب السوري، على رفض الحالة اللاإنسانية التي راح هذا الشعب ضحيتها، طالبة من القادة السياسيين، تكثيف جهودهم الدبلوماسية التي هي الحل الأوحد للتسوية، وألا يكتفوا بدور الحكم في ما يتعلق بنوعية وسائل التدمير لدى العدو، ولكن في أن يضعوا موضع التنفيذ بشكل أوَّلي وقفا لإطلاق النار الفوري وضمان وصول المساعدات للسكان. هذا النداء وزع في بيروت قبل أيام على زيارة سيقوم بها وفد من هذه المؤسسات لكل من عمَّان و بيروت ما بين السادس و التاسع من الجاري ، و جاء في النداء "أن الأحوال المأسوية التي يعيشها الشعب السوري تصدمنا وتحثنا على العمل، وان ما يحدث في هذا البلد يمثل تحديًا للانسان، ويؤذي قيمنا الدينية. فإننا نؤمن بأن الانسان قد خلق بنفحة من الله تعالى، وبالتالي فان كل تعدٍّ على الكائن البشري، أيًا كان، ولأي سبب كان، هو تعدٍ على الله تعالى نفسه. اضاف: "ان الصراع المحتدم فوق الأرض السورية، والوسائل المستخدمة بين القوى المتحاربة، لا يتسبب فقط بالكثير من الاضرار المادية والبشرية، وانما في الوقت ذاته انها تقتل روح الشعب الذي لديه غنى رائع، في العيش المشترك بين كافة المكونات، وهذه الحالة تخلق انقسامات قد لا يكون الرجوع عنها ممكنا. وعندها، فكيف نأمل اذا أن يعود السلام والتناغم الى هذا البلد المنكوب؟ لهذا فاننا نرفع الصوت اليوم: أولا: لأننا مقتنعون بأن السلام هو ضرورة حتمية، وان لا سلام من دون عدالة، ولأننا نؤمن بأن هذا السلام هو عطية من الله تعالى الى كل البشر. ثانيا: لكي يعرف الشعب السوري بأننا الى جانبه في محنته. وأن نكون الى جانبه، ليس كلاما معنويا يحول بعدنا الجغرافي عن تحقيق مضمونه ونتائجه، ولكنا نقول وبكل وضوح اننا لا نقبل الحالة اللاإنسانية التي راح هذا الشعب ضحيتها. ثالثا: تتجه أفكارنا وصلواتنا كذلك الى الشعوب المجاورة التي تستقبل اليوم مئات الألوف من اللاجئين من سوريا، وخصوصا في الاردن ولبنان. اننا نتوجه بالنداء أيضا الى القادة السياسيين، ونطلب منهم تكثيف جهودهم الدبلوماسية التي هي الحل الأوحد للتسوية، والا يكتفوا بدور الحكم في ما يتعلق بنوعية وسائل التدمير لدى العدو، ولكن في أن يضعوا موضع التنفيذ بشكل أولي وقفا لإطلاق النار الفوري وضمان وصول المساعدات للسكان. وفي الوقت ذاته، نناشد جميع الاطراف المتصارعة وحلفاءها، بتكثيف المفاوضات للتوصل الى حل سياسي