تصاعدت الدَّعوات الفلسطينيَّة، صباح الثلاثاء، إلى فصائل المقاومة لاختطاف جنود إسرائيليِّين لتحرير الأسرى الفلسطينيِّين من سجون الاحتلال. اشعل نبأ استشهاد الأسير حسن عبد الرحيم ترابي في إحدى المستشفيات الإسرائيلة، فجر الثلاثاء، مشاعر الفلسطينيين الذين ناشدوا الفصائل بأسر جنود إسرائيليين على غرار جلعاد شاليط، الذي استطاعت فصائل المقاومة بتحرير أكثر من ألف أسير مقابل الإفراج عنه. وقالت لجان المقاومة في فلسطين: إن استشهاد ترابي يدق ناقوس الخطر من أجل تحرك عاجل على مختلف المستويات، لإنقاذ الأسرى من الإهمال والقتل. وأكدت لجان المقاومة أن "ممارسات الاحتلال وانتهاكاته وجرائمه في حق الأسرى يفرض على جميع فصائل المقاومة وأجنحتها العسكرية وفي مقدمتها ألوية الناصر صلاح الدين بضرورة تنفيذ عمليات أسر جنود من أجل مبادلتهم بأسرى. وطالبت لجان المقاومة بـ "إطلاق انتفاضة شاملة في فلسطين وخارجها جماهيرية وقانونية وإعلامية إنتصارًا للأسرى وفضح جرائم الاحتلال بالإهمال الطبي وتعمد قتل الأسرى داعية جماهير الأمة العربية والإسلامية بضرورة المشاركة الفاعلة وعلى جميع الأصعدة في تفعيل قضية الأسرى". وتوالت ردود فعل غاضبة بعد الإعلان عن استشهاد الترابي (22 عامًا)  في مستشفى "العفولة" الإسرائيلي، بعد صراع مع المرض، والإهمال الطبي. وحملت الفصائل الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الشهيد الترابي، بعد أن رفض جميع نداءات ومطالبات بالإفراج عنه، نظرًا لوضعه الصحي والطبي، الأمر الذي فاقم من وضعه وأدى إلى استشهاده. وطالبت الفصائل في بيانات منفصلة السلطة الوطنية بوقف المفاوضات فورًا مع إسرائيل ورفع قضايا دولية ضد إسرائيل التي تواصل انتهاكاتها بحق الأسرى خاصةً المرضى منهم. ويعد الشهيد الترابي من مواليد عام 1990م، وهو أعزب، وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلته بتاريخ 7 كانون الثاني/ يناير 2013م، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وانضمامه لخلية عسكرية تابعة لها، وهو الثالث خلال العام الجاري بعد الأسيرين عرفات جرادات وميسرة حمدية اللذين استشهدا في سجون الاحتلال. وأكدت حركة "الجهاد الإسلامي" أن "الشهيد الأسير من ضحايا حرب الاحتلال المستعرة ضد الأسرى، بحيث أنه من ضحايا سياسة الإهمال الطبي التي تهدف للانتقام من الأسرى وإعدامهم بشكل بطيء داخل السجون". وعاهدت الحركة، الله عز وجل أن "تحفظ وصايا الشهداء ونهجهم، وأن تبقى وفية لتضحيات الأسرى الأبطال وعذاباتهم، وأن تبذل كل جهد من أجل خلاصهم وتحريرهم". وفي ظل حالة الغضب في صفوف الفلسطيني جراء استشهاد الأسير الترابي طالبت منظمة "التحرير" الفلسطينية بـ "تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية مستقلة للتحقيق في وضع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، واتخاذ التدابير اللازمة لإنزال العقوبات على إسرائيل، خصوصا بعد استشهاد الأسير حسن الترابي. كما طالبت المنظمة، في بيان صدر عن دائرة الثقافة والإعلام "إخضاع حكومة الاحتلال وإدارة السجون والمعتقلات للتفتيش والرقابة والمساءلة على انتهاكاتها، وضمان تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي على المعتقلين الفلسطينيين". ونعت الدائرة إلى أبناء شعبنا الشهيد الأسير الترابي المصاب بمرض سرطان الدم، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده، وقالت: إن تعمد سلطات الاحتلال إهمال الأسير الترابي، وتركه يصارع الموت لأشهر طويلة يعتبر جريمة ضد الإنسانية مع سبق الإصرار والترصد، وخرق صريح للقانون الدولي والبند 91 من اتفاقية جنيف على نحو خاص. وأضاف البيان أن "الشهيد الترابي هو الشهيد الثالث الذي يقضي بسبب سياسة الإهمال الطبي من قبل مصلحة إدارة السجون، بعد الشهيدين عرفات جرادات وميسرة أبو حمدية، ولا يزال الخطر الشديد يحدق بعشرات الحالات التي تعاني من أمراض مزمنة، وبحاجة إلى رعاية طبية عاجلة، وإطلاق سراحهم". وأكد البيان أن "منظمة التحرير ماضية في جهودها للتوجه إلى مجلس الأمن لإلزام إسرائيل باحترام حقوق الأسرى، ومتابعة قضيتهم، ومطالبهم العادلة، ومواصلة التحرك الشعبي والدبلوماسي على الصعيد الدولي لدعم نضالهم المشروع والمكفول قانونيا وحقوقيا". هذا وأعلن محامو وزارة شؤون الأسرى والمحررين، الثلاثاء، مقاطعتهم للمحاكم الإسرائيلية وعدم المثول أمامها، احتجاجا على استشهاد الأسير حسن الترابي". وأكد المحامون أن "إدارات السجون الإسرائيلية لا تتجاوب مع مطالبهم في التعامل مع الأسرى المرضى بخصوصية وتوفير العلاج اللازم لهم، وعرضهم على أطباء مختصين قادرين على تشخيص حالاتهم المرضية بشكل دقيق. ودعا محامو الوزارة كافة المؤسسات الحقوقية إلى "القيام بواجباتها والتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى، خصوصا المرضى منهم، بحيث يوجد الكثير منهم بحاجة إلى متابعة مباشرة ليتم إنقاذ حياتهم وعدم استقبالهم شهداء، كما حدث مع الأسير حسن الترابي وميسرة أبو حمدية وغيرهم الكثير. ولا بد من الإشارة إلى أن الأسير الشهيد حسن الترابي (22 عام) من بلدة صرة قضاء نابلس والمعتقل منذ 10 أشهر تقريبا، استشهد في مستشفى العفولة نتيجة الإهمال الطبي، بحيث كان مصاب بالسرطان وأصيب مؤخرا بانفجار في الأوعية الدموية في الرقبة والصدر والبطن وتجلطات دموية في أماكن مختلفة من جسده.