نيويورك ـ العرب اليوم
دعت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، هيلدا جونسون، إلى تعزيز إمكانيات بعثة الأمم المتحدة في ذلك البلد، لتتمكن من مواصلة تنفيذ ولايتها لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية فيه. وقالت جونسون عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة جوبا إن "القوات العسكرية للبعثة تعمل في الوقت الراهن، بأكثر من قدرتها للوفاء بالتزاماتها في مجال حماية المدنيين في معسكراتنا وضمان سلامتهم، كما نقوم بتيسير الدوريات ليلاً وصباحاً في أحياء جوبا لمحاولة توفير بيئة آمنة، يتمكن فيها المدنيون من العودة إلى ديارهم، كما نقوم بتعزيز مجمعات البعثة لحماية المدنيين وأفراد البعثة." وأعربت عن أملها بأن تتلقى البعثة التعزيزات الضرورية في غضون ثمانٍ وأربعين ساعة، وقالت إن نطاق الأزمة يمثل تحدياً لقدرات البعثة المستنفدة، مرحبة بصدور قرار مجلس الأمن الدولي بشأن زيادة عدد قوات البعثة في جنوب السودان بخمسة آلاف وخمسمائة فرد، وتوفير مزيد من الطائرات المروحية والإمكانيات لها. وشددت على ضرورة تمسك شعب جنوب السودان بالوحدة، بغية إخراج بلادهم من الأزمة التي تشهدها منذ منتصف الشهر الجاري، بسبب القتال وأعمال العنف، مشيرة إلى ان رسالة الأمم المتحدة الواضحة هي أنها لن تتخلَ عن جنوب السودان. وأضافت أن البعثة الدولية المعروفة باسم (أونميس) موجودة في البلاد لتبقى وتوفر الحماية للمدنيين، مشيرة إلى احتماء نحو خمسين ألف مدني في قواعد البعثة ومجمعاتها في مختلف المناطق، ومنها جوبا وبنتيو وبور. وأكدت أن "الأيام الأحد عشر الأخيرة كانت عصيبة جدا لجنوب السودان ومواطني هذا البلد"، داعية القادة السياسيين فيه إلى "إصدار الأوامر لقواتهم لإلقاء أسلحتهم وإعطاء فرصة للسلام بشكل عاجل." وأعربت جونسون عن دعم بعثة الأمم المتحدة للجهود التي تبذلها الدول المجاورة لجنوب السودان من أجل مساعدة البلاد في إيجاد حل سياسي للأزمة، في إشارة منها إلى زيارة الرئيس الكيني ورئيس الوزراء الإثيوبي جوبا يوم الخميس. وأكدت أن قوات حفظ السلام تلقت تعليمات باستخدام القوة، عند تعرض المدنيين لخطر وشيك. وفي إشارة منها إلى ما أفيد عن وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان، منها تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية والعثور على مقابر جماعية، شددت جونسون على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن تلك الانتهاكات، لافتة إلى تصريحات الرئيس سالفا كير بشأن اعتقال أي طرف يتورط في ارتكاب الفظائع معربة عن أملها بأن يقترن الكلام بالفعل. وقالت إن "تنوع هذه الأمة يجب ألا يكون قوة للانقسام، بل يجب أن يكون عامل قوة ومصدر وحدة في عملية بناء الدولة"، معتبرة أن "الوحدة اليوم بين شعب جنوب السودان أهم من أي وقت مضى".