حذر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون مساء الثلاثاء لمناسبة حلول العام الجديد، من "كارثة نووية" في شبه الجزيرة الكورية في حال اندلاع حرب جديدة في هذه المنطقة، منبها الولايات المتحدة من انها لن تخرج من نزاع كهذا بدون خسائر. وقال كيم جونغ اون في رسالة بثها التلفزيون الكوري الشمالي لمناسبة رأس السنة "اذا اندلعت الحرب مجددا (في شبه الجزيرة الكورية)، فإنها ستؤدي الى كارثة نووية كبرى والولايات المتحدة لن تخرج منها بلا خسائر". واضاف "نحن امام وضع يمكن ان يؤدي فيه اي حادث عسكري عرضي الى حرب شاملة". وقال محللون ومسؤولون عسكريون كوريون جنوبيون ان النظام في الشمال يمكن ان يقوم بتحركات استفزازية عسكرية من اجل رص الصفوف حول زعيمه. وكان كيم جونغ اون زار عشية عيد الميلاد قيادة الوحدة الكبرى المشتركة 526 حيث "طلب من الوحدة ان تركز كافة جهودها على استعدادها للقتال (..) والا تنسى ابدا ان حربا يمكن ان تندلع دون سابق انذار". وتطرق الزعيم الكوري الشمالي الى اعدام زوج عمته جانغ سونغ ثايك الذي كان من ابرز المسؤولين في النظام الكوري الشمالي واكثرهم نفوذا، واصفا اياه بالـ"حثالة". وقال "اتخذ حزبنا قرارات حازمة لازالة (...) الحثالة من داخله". واضاف ان "القرار الصائب والذي جاء في الوقت المناسب لحزبنا ضد العناصر المضادة للحزب والمضادة للثورة والمسببة للانقسام ساهم في تعزيز وحدة الحزب والثورة مئة مرة". وهذه المرة الاولى التي ينتقد الزعيم الكوري الشمالي فيها علنا زوج عمته الذي اعتقل واعدم خلال ايام قليلة منتصف كانون الاول/ديسمبر بتهمة الخيانة والفساد. وادى جانغ سونغ ثايك (67 عاما) زوج عمة الزعيم كيم جونغ اون، دور المرشد في بدايات الزعيم الشاب في زعامة البلاد. وكانت صحف كورية جنوبية ذكرت ان سفير كوريا الشمالية في السويد استدعي الى بلاده على الارجح في اطار حملة التطهير التي تستهدف المقربين من جانغ. وقبل ايام من ذلك ذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) ان السفير الكوري الشمالي في ماليزيا جانغ يونغ شول الذي ينتمي الى عائلة جانغ استدعي كذلك. ورأى يانغ مو جين الاستاذ في جامعة الدراسات حل كوريا الشمالية ان خطاب كيم يركد سعيه الى تقديم نفسه على انه زعيم لا يمكن تحديه وثابت في مواقفه، بعد سنتين من توليه مهامه. وقال انه "يوجه رسالة الى شعبه مفادها ان جانغ رحل ولنضع عملية التطهير وراءنا الآن ونتطلع الى المستقبل بوحدة متينة بين الحزب والجيش والحكومة". وتحكم كوريا الشمالية اسرة كيم بقبضة من حديد منذ ستين عاما. وهي تردد باستمرار تصريحات تهديدية. ورأى محللون ان تصريحات كيم قد تكون مؤشرا على انقسام داخل النخبة الحاكمة. وشهدت شبه الجزيرة الكورية هدوءا نسبيا في الاشهر الاخيرة بهد سنة سادها توتر شديد على اثر اطلاق صاروخ قال الغربيون انه تجربة بالستية، وتجربة نووية. وادت العمليتان الى فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية من قبل مجلس الامن الدولي. ذكر مركز اميركي للدراسات الاسبوع الماضي ان صورا التقطت بالاقمار الاصطناعية تشير الى ان كوريا الشمالية ضاعفت جهودها لاعادة تشغيل مجمعها النووي الرئيسي، مما يعني تنفيذ بيونغ يانغ لوعودها بتعزيز ترسانتها. وقال المعهد الاميركي الكوري في جامعة جون هوبكينز الاميركية ان صورا التقطت مؤخرا تدل على وجود اشغال في موقع يونغبيون حيث يتم انتاج قضبان الوقود اللازمة لمفاعلات البلوتونيوم. وكتب الباحث نيك هانسن على مدونة المركز "38 نورث" ان تحليل الصور يسمح بتحديد "موقع محتمل لانتاج الوقود" لمفاعل البلوتونيوم الذي تبلغ قدرته 5 ميغاواط واعيد فتحه هذه السنة. واجرت كوريا الشمالية ثالث تجربة نووية لها -- الاقوى على الارجح -- في شباط/فبراير 2013 بعد تجربتي 2006 و2009. وبعد شهرين على ذلك، قال هذا البلد الشيوعي انه سيعيد فتح موقع يونغبيون شمال غرب البلاد، الذي اغلق في 2007، من اجل تعزيز ترسانته النووية.