الخرطوم /عبد القيوم عاشميق
توقع دبلوماسي مطلع في أديس أبابا أن تبدا المفاوضات بين وفد حكومة جنوب السودان ، ومجموعة رياك مشار ، خلال الساعات المقبلة، وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن إسمه الى "العرب اليوم" إن وفد حكومة جنوب السودان سيصل بعد قليل ، وينتظر أن يصل بقية أعضاء الوفد الذي يمثل رياك مشار. وكانت حكومة جنوب السودان أعلنت حالة الطوارئ في ولايتي الوحدة وجونقلي ، حيث تسيطر القوات الموالية لرياك مشار على أجزاء كبيرة منهما، وقالت حكومةجنوب السودان إن نيال دينق سيرأس وفدها الي المفاوضات ، ويعد نيال من القيادات التاريخية للحركةالشعبية ولقبيلة الدينكا . وتوقع الدبلوماسي إن تكون المفاوضات شاقة لكن يمكن أن تحقق الحل ، مضيفا إن الازمة أذا إستمرت بشكلها العنيف والمدمر ، فانها ستطيح برأس كبير من طرفي النزاع ، وقال إن "الدول الغربية بدأت بممارسة ضغوط كثيفة لان تعثر الحل يعني الكثير لها ، كما أن استمرارالنزاع يعني أن يظل جنوب السودان تحت الوصاية الدولية ، وسيكون ذلك خصما على موارد الجنوب ، كما أن إستمرار الازمة قد يقود بعض دول جوار جنوب السودان مثل اوغندا الي التدخل في الشأن الداخلي للدولة الوليدة ، باعتبار أن عدم إستقرار الجنوب يعني عودة نشاط جيش الرب المناوئ للرئيس الاوغندي يوري موسفيني ، أما الكينيون فموقفهم ربما يختلف عن يوغندا ، فمصالحهم مع جنوب السودان تجارية بالدرجة الاولى ، لذا يمكنهم أن يقوموا بدور فعال لصالح الحل، لان مصالحهم الاقتصادية ستضررإذا لم تتوقف الحرب . وألمح الدبلوماسي الى أن تشكيلة وفد حكومة جنوب السودان المُعلنة تحمل إشارات ذكاء من الحكومة التي ترغب في إبعاد شبهة القبلية عن الصراع الدائرحاليا ، وقال إن بعض اعضاء الوفد الحكومي لديهم خطوط تلاقي مع مشار ، وهذا ربما يكون من العوامل المساعدة في التوصل الي حل للازمة .الي ذلك أعلنت هيئات إغاثة دولية أن عشرات الآلاف من المواطنين، الذين أجبروا على النزوح من منازلهم بسبب القتال ، في حاجة ملحة لمن يقدم لهم يد العون ، والمساعدات العاجلة ، وحذرت من نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب النقية .