حذر وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، من تدهور الأوضاع في جمهورية أفريقيا الوسطى، واحتمال تصعيدها إلى عنف دائم على أساس الدين. وقال فيلتمان، في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، إن الوضع في أفريقيا الوسطى قد تدهور بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة. وذكر ان هجمات الجماعات المسلحة المسيحية في بانغي، في الخامس من الشهر الماضي، أدت إلى اضطرابات في العاصمة وغيرها من المناطق بالبلاد، ما أسفر عن وقوع المئات من الضحايا. وقال فيلتمان إن عدم قدرة السلطات المؤقتة على التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد السكان المسيحيين خلال العام الماضي، ساهم في التحول التدريجي لقوات الدفاع الذاتي المعروفة باسم (أنتي بالاكا) لتصبح حركة تمرد. وتحدث عن الوضع الإنساني في أفريقيا الوسطى، فلفت إلى انه "وفق المعلومات الأخيرة فإن نحو مليونين و200 ألف شخص في جمهورية أفريقيا الوسطى يحتاجون إلى مساعدات إنسانية أي ما يقارب من نصف عدد السكان". وأضاف "لقد التجأ واحد من بين كل شخصين في بانغي إلى مكان آخر خارج ديارهم بحثاً عن الأمان ليقدر عددهم بـ513 ألفا يقيم منهم 100 ألف في مخيم مؤقت بالمطار." وتابع فيلتمان أن أعمال القتل مستمرة يومياً، والسكان منقسمون حسب انتماءاتهم الدينية، مشيراً إلى وجود نقاط تفتيش مناهضة للمسيحيين أو المسلمين يحرسها مدنيون مسلحون عند مداخل الأحياء المدنية في مدينة بانغي. وحذر من خطر تصعيد الوضع ليصبح عنفاً دائماً قائماً على أساس ديني، فقال ان "هذه هي المرة الأولى في تاريخ جمهورية أفريقيا الوسطى التي يشعر فيها الناس بالاضطرار إلى مغادرة بلدهم بسبب دينهم خوفا على حياتهم." وذكر إن النشر السريع للقوات الأفريقية والفرنسية منع تحول الوضع إلى مستويات أعلى من الصراع والفظائع. وشدد فيلتمان على ضرورة أن يفعل الموجودون في موقع السلطة والمسؤولية المزيد لإنهاء العنف والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين ومنهم الأطفال. وطلب من مجلس الأمن الدولي تذكير الأطراف بمسؤولياتها وفق القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. وتعمل الأمم المتحدة مع الاتحاد الأفريقي للإعداد لعقد مؤتمر للمانحين، وفق طلب مجلس الأمن، لدعم القوة الأفريقية المعروفة باسم ميسكا. ومن المقرر عقد المؤتمر في الأول من شباط/فبراير في أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الأفريقي.