الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
أكَّدت وزارة الداخليَّة السُّودانيَّة في أعقاب إعلان جهاز الأمن والمخابرات عن إحباط محاولة تهريب 124 أجنبيًّا ، بينهم (35 طفلاً ) يحملون جنسيَّات دول مجاورة، أن التَّعاون الإقليميّ والدّوليّ مطلوب لوقف الظاهرة التي وصفتها بالمزعجة والمقلقة. وكشف وزيرالدولة في وزارة الداخليّة السودانيّة بابكر أحمد دقنة عن استعداد الدّول الأوربيّة لمساعدة بلاده في التصدّي للظاهرة، مضيفاً في تصريحات خاصّة لـ "العرب اليوم" مساء الثّلاثاء أن سويسرا وبريطانيا أبدتا استعدادهما لمساعدة السودان لوقف هذا الخطر . وأكد أن الأجهزة المعنيَّة في بلاده ظلّت تحقّق نجاحات، بعد تنفيذها لخطة مضيفاً أن العصابات أغلبها أجنبية، وأكّد أنّ الدول الغربيّة تظل المتضرّر الأكبر من الاتجار بالبشر ، لأن السودان يعدّ معبراً فقط حتى الآن ، ولا توجد به تجارة منظّمة، ووصف ما يحدث بأنه عمليات تهريب منظّمة، وأنّ الاتجار يتمّ خارج السودان. وأبدى أسفه من أن الظاهرة بلغت مرحلة الاتّجار في أعضاء البشر ، مضيفاً أن المحاربة والمكافحة تتطلّب دعماً دوليًّا ، لأن قدرات السودان تبدو محدودة، لذا لا بد أن تقدم الدول الأخرى المساعدات التي تمكن الأجهزة السودانية من القيام بدورها على النحو المطلوب. مشيداً بتعاون ودعم المفوضية السامية لشوؤن اللاجئين ، وعاد دقنة ليشير إلى أن العصابات تنجح في إغراء البسطاء من الرّاغبين في الهجرة إلى الدول الأوربيّة وتعرّض حياة الكثير منهم للخطر ، فيضل بعضهم في الصحراء ، أو ينتظرهم الغرق في البحار ، وعاد ليؤكد أن الحكومة نشرت المزيد من القوات في الولايات الشرقية لمراقبة الحدود مع دول الجوار ، كما أنها بدأت في إقامة معسكرات للاجئيين الجدد تفصلهم عن معسكرات اللاجئين القدامى . وأشار إلى أن بلاده عرضت تجربة القوات المشتركة مع تشاد وأفريقيا الوسطى في مؤتمر في المغرب، ضم وزراء الداخلية العرب ، وحضرته بعض الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية. وفي سؤال للعرب اليوم عن صحّة التقارير التي تتحدث عن انتشار المخدرات بدرجة كبيرة خلال الفترة الأخيرة ، ذكر وزير الدولة في وزارة الداخلية السودانية أن تجارة المخدّرات من القضايا المزعجة، ومحلّ اهتمام السلطات ، وكشف عن تكوين مجلس أعلى يعنى بالتصدّي للمخدّرات ، برئاسة نائب رئيس الجمهورية ، موضحاً أن الأجهزة مهتمة بمحاربة زراعة المخدرات والاتجار فيها والترويج لها . مضيفاً أن خطورتها تزداد في حال اتساع انتشارها وتعاطيها وسط قطاعات الشباب، إلا أنه عاد ، وقال لا توجد لدينا إحصائيات مُفصلة عن نسب الانتشار والتعاطي ، إلا أن هذا لا يمنع التحسب والتحوط. وأوضح أن تجارة المخدرات تُعد أيضاً من الجرائم العابرة ، والتي تتطلب تعاوناً بين دول الجوار، وهذا التعاون لا بد أن يمتد ليشمل الاتجار بالبشر ، وتهريب الأسلحة ، وكشف عن تنسيق بين بلاده وأريتريا وأثيوبيا، مشيداً بالدعم الكبير الذي ظلت تقدّمه الملكة العربيّة السعودية المتمثل في قوارب ومعدات حديثة لمراقبة سواحل البحر الأحمر ، مؤكِّداً أن هذا التعاون حقق نجاحات ملموسة.