ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء بقيام جيش جنوب السودان والمتمردين بسرقة مواد غذائية وامدادات انسانية مع تفاقم النزاع الذي تشهده البلاد. وعبر بان كي مون عن قلقه ازاء ارتفاع حصيلة القتلى خلال شهر من النزاع بين القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفا كير وتلك المؤيدة لنائبه السابق رياك مشار وشدد على ان قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لن تساعد ايا من الطرفين. ودان الامين العام للامم المتحدة بشدة "مصادرة آليات تنقل مساعدات انسانية وسرقة مخزون المواد الغذائية ومساعدات اخرى من قبل القوات الحكومية والمناهضة للحكومة" كما قال الناطق باسمه مارتن نسيركي. وجاء بيان بان كي مون بعد ساعات على اعلان بعثة الامم المتحدة ان عشرات الاشخاص الذين لجأوا الى مقر للمنظمة الدولية اصيبوا في القتال بين قوات كير ومشار. وقال نسيركي ان الطرفين خاضا "معارك ضارية" قرب قاعدة ملكال في ولاية اعالي النيل، واوقع الرصاص الطائش عشرات الجرحى في المخيم الذي اقامته الامم المتحدة في المدينة. واضاف ان المهاجمين استخدموا "بنادق قتالية ودبابات". وكانت حكومة جنوب السودان اعلنت في وقت سابق ان اكثر من مئتي شخص غرقوا اثناء فرارهم من المعارك حين انقلبت العبارة التي كانت تقلهم. واضاف نسيركي ان "الامين العام قلق ازاء ارتفاع اعداد الضحايا الناجم عن استمرار القتال في جنوب السودان" بما يشمل كارثة العبارة. وتابع "كما انه قلق بشدة ازاء ارتفاع اعداد النازحين في البلاد الذي تجاوز 400 الف هذا الاسبوع وحيال التحديات التي يواجهها العاملون في وكالات المساعدة الانسانية خلال قيامهم بتامين المساعدات". ودعا بان مجددا الى وقف لاطلاق النار لاعطاء فرصة للمفاوضات التي تتولى رعايتها الهيئة الحكومية لتنمية شرق افريقيا (ايغاد) في اديس ابابا. وقال نسيركي ان بان كي مون "يشدد على ان هؤلاء المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين والعاملين في الوكالات الانسانية وموظفي الامم المتحدة سيحاسبون وان الامم المتحدة ستواصل حماية المدنيين معتمدة الحياد المطلق". وقامت الامم المتحدة في السابق بتامين دعم لوجستي محدود لحكومة جنوب السودان لكن هذا توقف بعد اندلاع اعمال العنف في 15 كانون الاول/ديسمبر بحسب مسؤولي الامم المتحدة. وتقدر مجموعة الازمات الدولية ومجموعات مساعدة اخرى ان حوالى عشرة الاف شخص قتلوا في المعارك. وتقول الامم المتحدة ان 65 الف شخص لجأوا الى مخيمات الامم المتحدة في مختلف انحاء البلاد فيما فر اكثر من 430 الف شخص الى اوغندا ودول مجاورة اخرى.