افتتح برلمان افريقيا الوسطى الاثنين جلسة ينتخب خلالها رئيسا انتقاليا جديدا توكل اليه مهمة شاقة تتمثل في ارساء السلم بشكل عاجل في بلد يعاني من اعمل عنف دينية رغم انتشار قوات دولية ستعزز قريبا بجنود اوروبيين. ويشارك 128 عضوا في المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الموقت) من اصل 135، في الاقتراع السري الذي يفترض ان يؤدي الى تعيين رئيس لجمهورية افريقيا الوسطى يخل ميشال جوتوديا الذي اضطر الى الاستقالة في العاشر من كانون الثاني/يناير لعجزه على وضع حد للمجازر الدينية. وحضر 119 برلمانيا في القاعة بينما فوض تسعة اخرون غيرهم للتصويت باسمهم وفق مصدر برلماني ونصب صندوق شفاف حيث سيدعى كل نائب باسمه الى وضع بطاقته وفق ما لاحظ مراسلا فرانس برس. وافتتحت رئيسة المجلس الوطني الانتقالي ليا كوياسوم دومتا الجلسة بحضور ثمانية مرشحين، وقالت ان بالنسبة للرئيس الجديد "لن تكون المهمة سهلة" ودعت البرلمانيين الى "التفكير" في سكان مناطق داخل البلاد "المنسيين" وفي مئات الاف النازحين بسبب اعمال العنف. وقالت ان "الشعب ينظر الينا، اننا سنقوم بخيار هام لمستقبل البلاد". وقبل التصويت يمنح كل مرشح عشر دقائق لعرض "برنامجه" على اعضاء المجلس الذين سيختارون احدهم عبر الاقتراع السري ليكون الرئيس الانتقالي الجديد. وكان يفترض ان يجري الاقتراع في جولة واحدة لكن المجلس الوطني الانتقالي قرر انه يجب ان يحصل المرشح ليصبح رئيسا على الاغلبية المطلقة في الدورة الاولى والا تنظم دورة ثانية بين المرشحين اللذين يحلان في المقدمة في الجولة الاولى. ومن بين المرشحين رئيسة بلدية بانغي كاترين سامبا بانزا، وسيلفان باتاسي ابن الرئيس الاسبق انج فيليكس باتاسي (1993-2003)، وديزيريه كولينغبا ابن الرئيس الاسبق اندري كولينغبا (1985-1993). كما ترشح اميل غرو ريموند نكومبو، وهو مصرفي مقرب من الرئيس السابق كولينغبا وقد ترشح ال الانتخابات الرئاسية السابقة في 2011. وفي بانغي التي تجوبها دوريات جنود فرنسيين وافارقة، هيمن الانتخاب على كل مناقشات السكان الذين يعيش نصفهم في مخيمات نازحين مكتظة. من جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "عملية فورية ومنسقة" في افريقيا الوسطى وذلك خلال جلسة خاصة في مجلس حقوق الانسان في جنيف من اجل انشاء منصب خبير مستقل لهذا البلد. وفي بروكسل وافق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين على عملية عسكرية اوروبية في جمهورية افريقيا الوسطى لدعم القوات الافريقية والفرنسية كما افاد مصدر رسمي، ويفترض ان يرسل 500 جندي اوروبي على الاقل الى بانغي لدعم القوات الفرنسية البالغ عديدها 1600 في عملية سنغاريس التي بدات في الخامس من كانون الاول/ديسمبر بتفويض من الامم المتحدة، و4400 عسكري من القوة الافريقية لحفظ السلام في افريقيا الوسطى (ميسكا). واجمع السكان على ضرورة "استعادة الامن" وان "يجري كل شيء بشكل طبيعي" في حين اعربوا عن مخاوفهم حيال ردود فعل المسلحين الذين ما زالوا موجودين في المدينة على انتخاب الرئيس الجديد. وبعد شهر ونصف من التدخل الفرنسي سجل الوضع الامني في العاصمة حيث ينتشر معظم الجنود الفرنسيين، تحسنا تدريجيا رغم انفجارات واعمال عنف في بعض الاماكن. لكن في هذا البلد الفقير جدا رغم ما يزخر به من موارد منجمية وزراعية والذي تبلغ مساحته 600 الف كلم مربع، من الصعب الانتشار في المناطق النائية التي تفيد شهادات سكانها ومنظمات غير حكومية عن اوضاع سيئة خارجة عن السيطرة فيها. وعثر على خمسين جثة على الاقل منذ الجمعة في شمال غرب البلاد وفق الصليب الاحمر، كما قتل 23 مدنيا على الاقل بينهم ثلاثة اطفال الجمعة في منطقة بوار فيما كانوا يحالون الفرار الى الكاميرون وفق منظمة سايف ذا شيلدرن الانسانية. وفي بوالي التي تبعد 90 كلم شمال غرب بانغي، لجا مئات المسلمين الى كنيسة سان بيار الاحد بعد اعمال عنف اسفرت الجمعة عن سقوط سبعة قتلى.