واشنطن - العرب اليوم
أكَّد مسؤول كبير، في منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية، أن "العنف الطائفي في جمهورية أفريقيا الوسطى، من المحتمل أن يجعل جميع المسلمين في البلاد يغادورنها"، وفقًا لتصريحاته لموقع "البي بي سي". وأضاف مدير الطوارئ، في "هيومان رايتس ووتش"، بيتر بوكارت، أن "ذلك سيؤثر على اقتصاد البلاد، حيث يسيطر المسلمون على سوق الماشية، وعلى غيرها من الأعمال". وأوضح بوكارت، أن "9 أشخاص على الأقل قُتلوا في نهاية الأسبوع الجاري في العاصمة"، مضيفًا أنه "شهد شخصيًّا مقتل مسلمين في العاصمة بانغي، انتقامًا لما قيل أنه مقتل لستة أشخاص على يد مقاتلين مسلمين". وتابع بوكارت، إنها "مسالة أيام أو أسابيع قبل أن تغادر التجمعات الأخيرة للمسلمين البلاد إلى تشاد هربًا من موجة العنف"، مضيفًا أن "أحياء كاملة ذهبت سكانها من المسلمين بالكامل، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والأسقف، وتوجد أدلة على محو وجودهم بالكامل". وأشار بوكارت إلى أنه "استيقظ الأحد على صوت انفجار مدوي في المنطقة المسلمة في بانغي، وذهب مع فريقه للتقصي، وشاهدنا جثة رجل مسلم تحرق في الشارع". وأضاف، أن "السكان المحليين أخبروهم بأن 6 رجال قتلوا على يد رجال مسلمين في المنطقة، وأنهم تمكنوا من العثور على واحد منهم، وأعدموه على الفور واحرقوا جثته، وبينما كنا هناك، ألقوا القبض على مسلم آخر وضربوه حتى الموت". وتشهد أفريقيا الوسطى، عنفًا طائفيًّا واسعًا بين الغالبية المسيحية والمسلمين، منذ انقلاب العام الماضي، وفر عشرات الآلاف من المسلمين إلى الكاميرون وتشاد المجاورتين، وسقطت جمهورية أفريقيا الوسطى، وهي واحدة من أفقر الدول في أفريقيا، في الفوضى منذ أكثر من عام إثر استيلاء متمردي "السيلكا" المسلمين على السلطة. واستقال مايكل جوتوديا، الذي أصبح أول رئيس مسلم للبلاد، من منصبه الشهر الماضي، ضمن عملية سلام إقليمية، ولكن أعمال العنف التي تقوم بها الميليشيات المسيحية أو ميليشيات "السليكا" المسلمة، استمرت على الرغم من تدخل الآلاف من قوات حفظ السلام في الاتحاد الأفريقي ومن فرنسا، التي كانت أفريقيا الوسطى تخضع لاحتلالها سابقًا.