يخيم التوتر والحذر على رجال الشرطة المصرية في منفذ طابا الحدودي مع اسرائيل بجنوب سيناء بعد 48 ساعة من الاعتداء على الحافلة السياحية الذي خلف ثلاثة قتلى من سائحي كوريا الجنوبية وسائقهم المصري. ويعد التفجير الذي استهدف حافلة السياح الاحد قرب منفذ طابا الحدودي، الاول الذي يستهدف سياحا منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي مطلع تموز/يوليو الفائت، وهو ما يؤشر الى تحول استهداف الجماعات الجهادية نحو "اهداف سهلة" على رأسها السياح. وبدا القلق واضحا الثلاثاء في المعبر. وبمجرد توقف سيارة جوار المعبر، قفز رجال الشرطة على الفور نحو سائق السيارة وامروه بالمغادرة، وصاح احدهم بغضب "ممنوع ممنوع. لا يمكنك التوقف هنا". وتسببت حقيبة تركها صحافي على رصيف مجاور بحالة قلق وتوتر لدى عناصر الشرطة قبل ان يعرفوا صاحبها. واعلنت "جماعة انصار بيت المقدس" الاسلامية التي تعتنق افكار واساليب تنظيم القاعدة تبنيها الهجوم على حافلة السياح في طابا، معتبرة الامر جزءا من "حربها الاقتصادية" على السلطات المصرية التي عينها الجيش. وقال مسؤول في الشرطة في المنفذ الحدودي ان اجراءات الامن جرى تشديدها وانه ورجاله في حالة تأهب قصوى. لكن المسؤول اعترف ان ليس لدى وزارة الداخلية الامكانيات الكافية لمواجهة هجمات المسلحين، قائلا "نحن لسنا مستعدين بشكل كاف، لدينا نقص في الرجال والعتاد". واضاف باحباط "لكن ما الذي يمكننا فعله. هذه هي امكانيات الوزارة". وفي موقع انفجار الثلاثاء، توقفت حافلات فوق العلامات السوداء التي خلفها التفجير على الارض بعدما غادرها عشرات من السياح بانتظار عبور الحدود في اسرع وقت ممكن. وفيما كانوا يسحبون امتعتهم الثقيلة خلفهم، اسرع سياح من بيرو باتجاه المعبر، رافضين الحديث مع الصحافيين. وصاح سائح منهم "ليس لدي وقت. ليس لدي وقت"، رافضا حتى اعطاء اسمه لصحافي فرانس برس. وعند سؤاله اذا ما كان يشعر بالامان في مصر، اجاب باقتضاب لا، محركا رأسه يمينا ويسارا قبل التحرك على عجل نحو البوابة، حيث ختم جواز سفره وغادر مصر. بعدها بدقائق، جاء دور سياح من اندونسيا لمغادرة البلاد عبر المعبر. وقال سائح اندونيسي لفرانس برس "لقد كنت في سانت كاترين عندما سمعت بالهجوم، ما اصابني بالقلق". لكنه اضاف وهو يتفحص المكان من حوله "اما الان، اعتقد ان الامور جيدة، كل شيء بخير". وجوار مرآب مركز تجاري ملحق بفندق، افصح حارس الامن محمد احمد 29 عاما انه وزملاءه اصبحوا اكثر يقظة وحيطة بعد تفجير الاحد. ويقول الحارس احمد "الان لا نسمح للسيارات والحافلات بالوقوف امام الفندق. نفتش اي شخص يدخل الفندق بدقة"، وتابع "لدرجة اننا نفتش ضباط الجيش والشرطة ونسألهم عن هوياتهم". وعلى بعد امتار من المعبر، تقبع الحافلة المستهدفة بالتفجير محطمة النوافذ في ساحة قسم الشرطة. وكان مسؤول امني مصري رجح ان يكون انتحاري وراء الاعتداء على حافلة السياح الكوريين الجنوبيين في طابا الاحد. واوضح المسؤول ان "هناك شواهد على ان انتحاريا يقف وراء تفجير طابا". وحذرت "جماعة انصار بيت المقدس" الحكومة المصرية بالمزيد من الهجمات" التي تضر بالسياحة احدى اهم مصادر الدخل القومي في مصر. وحتى هجوم الاحد كانت قوات الجيش والشرطة الهدف الرئيسي لهجمات السملحين في سيناء حيث قتل اكثر من مئة شرطي وعسكري منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو الماضي. وقال مسؤول في الشرطة في معبر طابا كان متواجدا الاحد حين حدث الانفجار، ان هذا الاعتداء اعاد الى ذاكرته على الفور الهجوم على فندق هيلتون في العام 2004، والذي خلف 31 قتيلا، على بعد خطوات من المنفذ. واضاف المسؤول "كانت نفس المشاهد، ناس تصرخ وتجري مهرولة. في ثانية واحدة، كان الشارع اصبح خاويا". ورغم حالة القلق تلك، فان بعض السياح مازالوا يدخلون الى مصر عبر منفذ طابا مثل مجموعة من السياح الهنود الذيم سيقضون ثلاثة ايام في جنوب سيناء. وقال انا جوزيف (65 عاما) وهو احد اعضاء هذه المجموعة "الموت قدر، وحين يأتي وقته لا احد يوقفه".