حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاثنين الناخبين الاتراك من الانجراف في اعمال عنف مع قرب اجراء الانتخابات البلدية في ال30 من مارس وسط توقعات بفوز الحزب الحاكم بنسبة مقاربة لما حصله عليه في انتخابات عام 2009 . وقال اردوغان في تجمع للناخبين باقليم الاناضول "لا تستمعوا للتحريض والاستفزاز الذي تطلقه المعارضة من اجل تخريب العملية الانتخابية" معتبرا هذه الدعوات من جانب المعارضة محاولة لاذكاء العنف واعمال الشغب. واضاف ان الحملة الانتخابية التي اطلقها حزب العدالة والتنمية الحاكم تستهدف تحقيق التنمية الحضرية في كل مناطق تركيا المقسمة اداريا الى 82 اقليما مؤكدا ان الحزب يسعى لتعزيز الديمقراطية في البلاد. واشار الى الازمة السياسية التي تعيشها تركيا هذه الايام وقال انها كشفت للشعب مدى تغلغل ما وصفه بالدولة الخفية في اجهزة الدولة نافيا صحة اتهامات المعارضة للحكومة بانها منغمسة في الفساد المالي. واوضح ان عناصر الدولة الخفية تنصتوا بشكل غير قانوني على حوالي سبعة الاف شخص من بينهم الرئيس ووزراء في الحكومة وكبار قادة الجيش وصحافيون ورجال اعمال بهدف الابتزاز وتعريض مصالح البلاد للخطر. واعرب عن ثقته بان الناخبين في تركيا على وعي تام بما يحاك من "مؤامرات ودسائس" للاطاحة بالحكومة وايقاف عملية الاصلاح الديمقراطي التي شرع بها الحزب الحاكم منذ وصوله الى السلطة في عام 2002 . واكد مجددا عزم الحكومة على مواصلة نهجها الاصلاحي وتعزيز الديمقراطية في البلاد وقال انه "بفضل حزب العدالة والتنمية فان مستويات المعيشة في تركيا شهدت تحسنا كبيرا". في الوقت نفسه توقع نائب اردوغان في الحزب حسين تشيلك الفوز بنسبة 39 في المئة وهي نسبة مقاربة لما حصل عليه في انتخابات البلدية التي اجريت في عام 2009. وقال تشيلك للصحافيين "حصولنا على النسبة نفسها لعام 2009 هي بمثابة انتصار لنا" معتبرا ان المنافسة شديدة في الانتخابات المقبلة نظرا لعوامل سياسية واخرى محلية تتعلق بمستويات اداء البلديات التي فاز بها الحزب الحاكم سابقا. واضاف تشيلك ان نتائج بعض استطلاعات الراي اشارت الى احتمال فوز الحزب الحاكم بنسبة تفوق 45 في المئة وبعضها توقع نسبة اقل من 40 في المئة لكنه راى ان هذه الاستطلاعات لا تعكس الصورة الحقيقية للوضع الانتخابي في البلاد. واوضح ان احتفاظ الحزب بنفس البلديات التي فاز بها في انتخابات عام 2009 سيكون انجازا لاعتباره ذلك يمثل المحافظة على مواقعه وسط منافسة شديدة وشرسة مع باقي الاحزاب. ويامل حزب العدالة والتنمية تحقيق انتصار في الانتخابات المنتظرة رغم تقارير عن احتمال تعرضه لخسارة بعض المواقع بسبب تداعيات فضيحة الفساد المالي المتهم بها ابناء وزراء سابقين ورجال اعمال مقربون من الحكومة والتي يعتقد ان حركة الداعية التركي فتح الله غولن تقف وراء تسريبها. وتتوقع تقارير ان يلقي هذا الخلاف بظلاله على ميول بعض الناخبين الاتراك في التصويت لصالح الحزب الحاكم بخاصة الناخبين الذين يشكلون جزءا من الشارع االتركي المؤيد للداعية غولن المقيم بالولايات المتحدة.