أعادت الأزمة الأوكرانية ومختلف تشعب إدارتها حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى واجهة إدارة الأمن الأوروبي وعثر الحلف وبعد سنوات من التشكيك في دوره الرائد في ضبط معادلة الأمن الجماعي في القارة على دور أمامي في التصدي للطموحات الروسية بإعادة رسم خريطة التوازنات الاستراتجيين في القارة. ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية تبنى حلف شمال الأطلسي موقفًا متصلبًا يتناقض مع الموقف المعتدل الذي اختاره مسئولو الاتحاد الأوروبي. وأرسل الحلف طائرات اواكس للمراقبة إلى كل من رومانيا وبولندا كما نشر طائرات مقاتلة في عدد من دول البلطيق. وينظر إلى الحلف الذي استقبل كبار المسئولين الأوكرانيين في مقره في بروكسل بأنه الحامي الأول للأمن في شرق أوروبا ودول البلطيق وانه يتصدى بقوة لمحاولات زعزعة هذه الدول. وفي مؤشر على حصول حلف الأطلسي على دعم الإدارة الأمريكية في هذا التوجه خص الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمين العام للناتو اندريس فوغ راسموسن بعناية خاصة وعقد مع اجتماعاً على انفراد على هامش زيارته إلى بروكسل. وقال دبلوماسيون في بروكسل اليوم إن الولايات المتحدة التي تبدي دعمًا سياسيًا وعمليًا للحلف الأطلسي وجهت انتقادات للأوروبيين بسبب ما تعتبره واشنطن وحلف الناتو تواضع الالتزامات الأوروبية بشؤون الدفاع وعدم تكريس مخصصات مالية وقدرات بشرية ومعدات بشكل يرد على التحديات الأمنية الناشئة. ولا تؤمن الدول الأوروبية مجتمعة حاليًا سوى ربع نفقات الحلف الأطلسي وهو ما يثر استياء الولايات المتحدة. كما أن توجهات الاتحاد الأوروبي بإرساء نهج موحد للأمن والدفاع لا تلقى ترحيبًا لا داخل مقر حلف الناتو ولا في واشنطن.   واس