إتخذت قوات الأمن الصومالية قرارًا لصد هجمات حركة "الشباب"، المرتبطة مع تنظيم "القاعدة"، وذلك إثر تزايد سلسلة الهجمات الانتحارية في العاصمة الصومالية مقديشو. وتستهدف الهجمات المراكز الحكومية، وقوات الأمن والشرطة، والمعاقل العسكرية التابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية، والسفارات الأجنبية، والهيئات العالمية. ودأبت الحركة على أن تهاجم المراكز المهمة والمسؤوليين البارزين من الحكومة، ما أسفر عن خسائر مادية فادحة، وأخرى بشرية، وعلى الرغم من تلك الهجمات المتكررة والانفجارات والاغتيالات المنتظمة بدأت قواتالأمن بنشر الحواجز الإسمنتية، والسواتر الترابية، في شوارع العاصمة، تصديًا لتلك الانفجارات، غير أن تلك الحواجز تسبب إرباكًا مروريًا في شوارع مقديشو. وتنتشر قوات الأمن في جميع مقاطع العاصمة، وتقوم بتفتيش السيارات الخاصة والنقل، وذلك في محاولة للقبض على فلول عناصر حركة "الشباب"، حيث حققت تلك القوات نجاحًا في تقليل الأخطار والانفجارات المحتملة من الإرهابيين الذين يستهدفون الأماكن العامة، والمراكز الحكومية. وقد طردت القوات الصومالية والأفريقية مقاتلي الشباب من قواعدهم في مقديشو قبل عامين، ما زاد من آمال عودة الهدوء النسبي إلى العاصمة، وأقامت الشرطة نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسية، والطرق الفرعية، كما وضعت الحواجز الإسمنتية لمواجهة الفوضى الأمنية. وتحاول الحكومة الصومالية إعادة بناء قواتها، بعد عقدين من الحرب الأهلية وغياب القانون، غير أن ذلك الإجراء الأمني الحكومي تسبب في معاناة أهالي مقديشو، الذين يشكون من كثرة الحواجز الإسمنتية، ما يشبه وضع مقديشو بمدينة بغداد العراقية، حيث أصبحت الطرق مقطوعة، ناهيك عن الشوارع التي أغلقت بالأحجار والتراب، وهو ما يضطر وسائل النقل العام إلى استخدام الأزقة والممرات الضيقة في أحياء المدينة، كذلك أدى إغلاق بعض شوارع مقديشو، للتصدي للعمليات الانتحارية المتكررة، إلى شلل في حركة التنقل داخل المدينة، وقد بدأ المواطنون يشتكون من صعوبة الوصول إلى الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات والجامعات التي تقع في محيط الطرق المغلقة، بينما تؤكد الحكومة أنها جزء من مخطط أمني قد لا يستمر طويلاً. ونشرت السفارة التركية حواجز أسمنتية أمام مقرها في قلب مقديشو، حيث لا تستطيع السيارات الاقتراب منها، كما أصبح من المحظور استخدام المارة للطرق في محيطها، لانتشار عدد غير قليل من القوات الأمنية الصومالية. وكانت السفارة التركية قد تعرضت لهجوم انتحاري في شهر رمضان الماضي ما أسفر عن مقتل عدد من الصوماليين وتركي كان من حراس السفارة، ومنذ ذلك اليوم لايزال هذا الإجراء الأمني مستمرًا. أما في محيط مكتب الأمم المتحدة، فترى أن الحواجز الإسمنتية والسواتر الترابية قد غطيتا المكان بالكامل، تصديًا للتفجيرات الإنتحارية، حيث لايزال احتمال تعرض مكاتبها للتفجيرات مفتوحًا، وكانت مكانت الأمم المتحدة تعرضت لهجومين انتحارييين، ما أسفر عن مقتل عدد من العمال الأجانب والصوماليين . وتتفاقم معاناة الصوماليين، لاسيما العاملين في مجال النقل العام، لتزايد الحواجز الإسمنتية والسواتر الترابية في شوارع العاصمة، وذلك دون أن يجد الصوماليون من يستمتع لصرخاتهم، لا من قريب أو بعيد.