لاغوس ـ أ.ف.ب
كثف إسلاميو بوكو حرام هجماتهم فى شمال شرق نيجيريا بقتل عشرات التلاميذ فى الأسابيع الماضية، رغم الهجوم الكبير الذى شنه الجيش فى 15 مايو ويفترض أن يحد من هجمات المتمردين. وفى الهجوم الأخير قتل 41 تلميذا وأستاذا ليل الجمعة السبت، بيد مسلحين القوا متفجرات وفتحوا النار فى مدرسة فى ولاية يوبى. وأعمال العنف المنسوبة إلى جماعة بوكو حرام الإسلامية وقمعها الدامى من قبل قوات الأمن باتت المشهد اليومى للنيجيريين منذ سنوات، لكن وحشية هذه المجزرة الجديدة أثارت استنكارا كبيرا. وقال متحدث باسم الرئيس غودلاك جوناثان، إن منفذى هذه الهجمات "مصيرهم الجحيم بالتأكيد". ولم يعلق الجيش على الموضوع كما طالب نيجيريون بمقاربة أفضل وأكثر إستراتيجية من قبل الحكومة للقضاء على تمرد مستمر منذ أربع سنوات باعتبار أن الجيش وحده لا يمكنه تسوية هذه المشكلة. وأعلن جوناثون حالة الطوارئ فى شمال شرق البلاد فى 14 مايو مقرا بأن بوكو حرام تمكنت من السيطرة على مناطق نائية عدة قريبة من الحدود. وفى اليوم التالى بدأت عملية عسكرية واسعة النطاق فى هذه المنطقة. وقال أبو بكر تساف المفوض السابق فى شرطة لاغوس "فى مثل هذه الأوضاع على الحكومة إرسال شرطيين باللباس المدنى". وأضاف "باللباس العسكرى والأسلحة من المستحيل الحصول على معلومات عن هوية هؤلاء الأشخاص والجهات التى تمولهم". ومر تمرد بوكو حرام عبر مراحل عديدة منذ 2009 لأن هذه المجموعة ركزت أولا على مسئولين محليين وقوات الأمن، قبل أن تشن هجمات أكثر نوعية. ولفترة ركز المتمردون على الكنائس وشنوا عدة عمليات انتحارية خلال قداس الأحد. كما استهدفوا مقر الأمم المتحدة فى ابوجا ومقر إحدى الصحف النيجيرية الكبرى. وفى 16 يونيو فى داماتورو عاصمة ولاية يوبى (شمال شرق) قتل سبعة تلاميذ وأستاذان على أيدى مسلحين فى مدرسة. وقال الجيش إن اثنين من المعتدين قتلا أيضا. وفى اليوم التالى، قتلت بوكو حرام تسعة تلاميذ أثناء امتحان فى مدرسة خاصة فى مايدوغورى عاصمة ولاية بورنو المجاورة. وقرر حاكم ولاية يوبى الأحد إغلاق كل المدارس حتى العام الدراسى الجديد فى سبتمبر، إثر هذه الهجمات الأخيرة. ويخشى الأستاذ أبو بكر صديق محمد الذى يقود مركز التطور الديمقراطى والأبحاث والتدريب فى زاريا (شمال) من أن تدفع هذه المجازر المزيد من الشباب إلى ترك المدرسة فى هذه المنطقة الفقيرة. ويطالب صديق محمد بإطلاق حوار لوضع حد لدوامة العنف هذه. وقال إن "آلاف الجنود نشروا فى شمال شرق البلاد وطائرات ومعدات عسكرية ورغم كل ذلك فإن المجازر مستمرة". وقال الجيش إنه صد المتمردين لدى بدء العملية العسكرية لكن الهجمات الأخيرة أثبتت بأنه لم يتم القضاء على إمكانات الإسلاميين العسكرية. وشكلت الحكومة مجموعة مكلفة العمل على عفو محتمل عن المتمردين الذين يقبلون بإلقاء السلاح، لكن بعض النيجيريين يشككون فى صدق هذا الإجراء وفرصه فى تحقيق نتيجة. وإذ رفض التكهن بشأن نوايا الحكومة، يعتقد تساف أنه يجب بذل مزيد من الجهود للتحاور مع الإسلاميين الراغبين فى السلام. وأضاف "فى الجهة الأخرى هناك أشخاص يعتبرون أن حياتهم رخيصة ... الأسلحة لن تستطيع إقناع أفراد بهذه العقلية بأن الحوار يبقى الحل الأمثل". من جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية البريطانية الاثنين أن بوكو حرام ستكون محظورة فى بريطانيا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب ما يجعل الانتماء إلى هذه الجماعة أو دعمها جريمة.