الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
تسبب القصف الصاروخي على مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان، الجمعة، بطرح العديد من الأسئلة، أهمها سبب تزامن القصف مع زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا، ومكان تواجد "الحركة الشعبية قطاع الشمال" فعليًا، فضلًا عن مستقبل الحوار، وما إذا كان القصف تكتيكًا من جانب الحركة قبل التفاوض. وتحدث مراسل "العرب اليوم" إلى بعض الأطراف، بحثًا عن إجابات للأسئلة، حيث التقى رئيس دائرة الاتصال السياسي في حزب "الأمة" القومي عبد الجليل الباشا، الذي قال أن "الأوضاع في جنوب كردفان تمضي في إتجاه التصعيد، والمسألة تحتاج لمعالجات سياسية وأساسية، تخاطب جذور المشكلة، لاسيما بعد اعتراف الحكومة بقضية جبال النوبة، من خلال إتفاق السلام الشامل، ومن خلال بروتكول فض النزاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان"، مشيرًا إلى "إنه ولظروف كثيرة، تعثر تنفيذ البروتكول، ولذلك تحتاج القضية لحل عبر الحوار والتفاوض، للوصول لتسوية سياسية تعالج قضايا المنطقة، وتهيء المناخ لحل قومي شامل"، مجددًا رفضه للاعتداء على المواطنيين العزل، مؤكدًا أن ذلك خلف آثارًا كارثية على المواطنيين، موضحًا أن "الأمر ليس مرتبطًا بتغير حاكم مدني والمجيء بعسكري، على غرار الحل الدارفوري، بقدر ما هو مرتبط في الأساس بمخاطبة جذور المشكلة". من جانبها، وصفت عضو البرلمان السوداني عفاف تاور تجدد القصف على مدينة كادقلي بالمؤشر الخطير، وأضافت أن "القصف في نظري رسالة لحكومة السودان، بأن الارتباط قائم بين الحركة الشعبية قطاع الشمال وجنوب السودان", وألمحت إلى أن "الفرقة التاسعة، الموجودة في ولاية جنوب كردفان، مرتبطة أساسًا مع جنوب السودان، من حيث التمويل والعتاد، والإتفاق الخاص بالترتيبات الأمنية بين السودان وجنوب السودان بعيد عما يحدث الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق, بدليل أن العمليات العسكرية مازالت مستمرة في جنوب كردفان"، مشيرة إلى أن الحكومة السودانية مطالبة بحسم الصراع المسلح، دون الرجوع إلى حكومة جنوب السودان, وأن المسالة في جنوب كردفان تختلف عما يحدث في دارفور والنيل الأزرق"، حيث أوضحت أنه "في النيل الأزرق استطاعت الحكومة السودانية سريعًا حسم المسألة بتعيين حاكم عسكري، أما في دارفور فهناك القوات الأممية، التي تقوم بأدوار حفظ الأمن والاستقرار، ولكن الوضع في جنوب كردفان مختلف، لذا لابد من مراجعات ومعالجات وحسم، لاسيما بعد عودة ولاية غرب كردفان، التي كانت ولاية منفصلة، ثم ذابت بموجب استحقاقات السلام في جنوب كردفان، لتعيدها الحكومة ولاية منفصلة"، مؤكدة أنها "على يقين من أن تعيين حاكم عسكري في جنوب كردفان يستطيع حسم الأمور نهائيًا". وعن مستقبل الحوار المعلن من جانب الحكومة السودانية مع "الحركة الشعبية قطاع الشمال"، قالت تاور أنها تحتفظ برأيها على هذا الإعلان، وأنه لا تعليق لها، ولا توقعات على خلفية إعلان الحكومة الحوار مع الثلاثي "عقار، عرمان، الحلو"، وهم قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال. أخيرًا، طرح "العرب اليوم" أسئلته على الخبيرالعسكري اللواء سليمان عبد الله آدم، وهو قائد سابق في جنوب كردفان، الذي قال أن "الاعتداء على كادقلي كان مفاجأة، فالمؤشرات كانت تستبعد التصعيد بعد الإعلان عن الحوار مع قطاع الشمال، الأمر قد يعني أن الحركة الشعبية تقع تحت سيطرة جهات أخرى، وتتعرض لضغوط من جهات، لعدم قبول أي عرض لصالح تحقيق الأمن، ووقف الحرب"، مؤكدًا أن "واقعًا كهذا يتطلب أن تتبنى الحكومة شعار الحسم العسكري، قبل التفكير في الحوار"، مشيرًا إلى أن "عمليات الحركة الشعبية الأخيرة لن تحقق لها نجاحات عسكرية على الأرض".