كييف - العرب اليوم
تتكثف التوقيفات التعسفية وعمليات الخطف في شرق اوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لروسيا، وتطاول مراقبين دوليين وصحافيين وناشطين سياسيين موالين لاوكرانيا وكهنة او مجرد مواطنين مثيرين للشبهة.
ويحتجز فريقان من مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق اوكرانيا: المجموعة الاولى --اربعة مراقبين اجانب-- منذ 26 ايار/مايو، والمجموعة الثانية --اربعة مراقبين اجانب ومترجم اوكراني-- منذ 29 ايار/مايو.
وفي نهاية نيسان/ابريل، احتجز سبعة مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا ومقرها في فيينا، انتشروا لاحلال السلام في المنطقة وتشجيع الحوار، طيلة ثمانية ايام بيد الانفصاليين في سلافيانسك، معقل الموالين لروسيا في دونيتسك.
واعربت ماريا اوليينيك ممثلة منظمة "بروسفيتا" للدفاع عن حقوق الانسان والتي تنشط في هذا الموضوع مع المنظمات الدولية الناشطة في دونيتسك عن قلقها. وقالت لوكالة فرانس برس ان "عمليات الخطف بدات منذ بداية حركة التمرد. نقدر عدد الاشخاص المحتجزين بصورة غير قانونية اليوم ب200".
ويقع هؤلاء الاشخاص بايدي السلطات الجديدة في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في شرق اوكرانيا اللتين اعلنتا استقلالهما من طرف واحد، واحيانا، كما يبدو، بيد مجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة القادة الانفصاليين، وهذه قد تكون حالة مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
والسبت اعلن "رئيس وزراء جمهورية دونيتسك" الكسندر بورودايي للصحافيين "نحن نسعى لمعرفة مكان هؤلاء المراقبين، لكن يتعذر علينا مراقبة كل الاراضي".
واكدت تقارير للامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا ومنظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية في الاسابيع الاخيرة حجم المشكلة.
ولفت تقرير للامم المتحدة في 16 ايار/مايو الى "حالات عدة من القتل والتعذيب والضرب والخطف واعمال التخويف التي تنفذ القسم الاكبر منها مجموعات مناهضة للحكومة تتمتع بتنظيم جيد وتسليح جيد في شرق البلاد".
ويشير هذا التقرير الى "الزيادة المثيرة للقلق لعمليات الخطف والاحتجاز غير القانونية لصحافيين وناشطين وسياسيين محليين وممثلي منظمات غير حكومية"، مضيفا انه "على الرغم من الافراج عن البعض اخيرا، الا ان رفات اخرين القيت في انهر واماكن اخرى".
واضافت ماريا اوليينيك ان "عمليات الاحتجاز غير القانونية هذه يمكن ان تدوم اياما او اسابيع. واحيانا اكثر من شهر...".
من هم الذين يحتجزهم الانفصاليون؟ "في الاساس، اشخاص قاموا بانشطة معادية، علقوا منشورات ذات مضمون تخريبي ودعائي ضد جمهورية دونيتسك الشعبية"، كما اكد لوكالة فرانس برس ليونيد بارانوف (32 عاما) العضو في مجلس الامن القومي الذي يتولى ادارة "مفوضية اسرى الحرب".
واوضح ان "مرسوما اصدرته الحكومة يسمح بتوقيف الذين يعمدون الى انشطة معادية لجمهورية دونيتسك الشعبية"، مقدرا عدد هؤلاء الاسرى في دونيتسك "بنحو 15" شخصا.
واذ اكد انه يتعذر عليه معرفة العدد الاجمالي "لاسرى الحرب" المعتقلين في "جمهورية دونيتسك الشعبية"، وصف بارانوف من جهة اخرى الشهادات التي قدمها سجناء سابقون ووردت في تقرير الامم المتحدة الذي تحدث عن ضرب مبرح منهجي، بانها "اكاذيب".
واشارت المنظمات الدولية الى ان الخطف يطال اشخاصا ذوي انتماءات مختلفة مثل رئيس نقابة عمال المناجم اولكسندر فوفك والكاهن الكاثوليكي الاب بافل فيتك والقس البروتستانتي سيرغي كوسياك ومسؤولين محليين عن احزاب سياسية اوكرانية مثل ياروسلاف مالاتشوك وارتمبوبيك وصحافيين متهمين بالتجسس....
وروت ماريا اوليينيك "يكفي احيانا ان تشير بطاقة هويتك الى عنوان في كييف او في غرب اوكرانيا لتثير الشبهة ويتم اعتقالك. هذه حالة الطالب الذي يسكن في كييف ايغور خوتريا الذي اعتقل بينما كان يزور عائلته قرب دونيتسك".
واعلن الزعيم الانفصالي الكسندر بورودال السبت ان عملية تبادل اسرى قيد التحضير بمساعدة ممثلين لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا والامم المتحدة في دونيتسك.
من جهته اكد حاكم منطقة دونيتسك سيرغي تاروتا الذي عينته كييف "نجري مفاوضات للتوصل الى الافراج عن الرهائن. يحتجز المتمردون اليوم اكثر من 200 شخص، هم مواطنون من دول مختلفة".