أفاد مدير التعاون والعلاقات الدولية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في الأردن علي بيبي اليوم الخميس بأنه سيتم افتتاح مخيم الأزرق بنهاية الشهر الجاري ، نظرا لأن الزعتري بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان) امتلأ باللاجئين السوريين الذي يبلغ عددهم حاليا حوالي 100 ألف لاجيء.
وقال بيبي – في تصريحات له اليوم على هامش ورشة عمل نظمتها المفوضية السامية حول التنسيق في العمل الإنساني بشأن المساعدات المقدمة للاجئين السوريين في الأردن من دول مجلس التعاون الخليجي – "إذا ما استمر تدفق اللاجئين بنفس الوتيرة الحالية فإن هذا قد يؤدي إلى امتلاء مخيم الأزرق هو الآخر (طاقته الاستيعابية ما بين 100 إلى 130 ألفا) ، وبالتالي فإننا قد نضطر بالمستقبل القريب للبحث عن موقع آخر لإنشاء مخيم جديد"..مؤكدا على أنه لن يتم نقل أي لاجيء من الزعتري للأرزق إلا إذا كانت هناك ظروف تستوجب ذلك منها لم شمل العائلات.
وأفاد بأن التحدي الأكبر الذي يواجه المفوضية يتمثل في أن هناك 80% من اللاجئين السوريين متواجدون في مدن وقرى المحافظات الأردنية ، وهو ما يؤثر بدوره على القطاعات التعليمية والصحية والمياه والمخزون الدوائي وأيضا على الموارد المالية للدولة المضيفة .. لافتا إلى أن الأردن يعاني من عجز يقارب 27 مليار دولار..مؤكدا على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي أعباء هذه الزيادة.
ونبه إلى أن ضعف التمويل الدولي قد يؤثر على نوعية الخدمات التي تقدمها المفوضية ، قائلا "إننا حريصون على تقديم الخدمات للاجئين السوريين وأيضا تقديم مساعدات مالية بسيطة للعدد الأكبر منهم والمتواجد خارج المخيمات حيث وصلنا إلى حوالي 10 آلاف عائلة سورية ولكننا بحاجة إلى الوصول إلى أضعاف هذا العدد لمساندة الأردن والمجتمع المحلي في تحمل أعباء استضافتهم".
وقال إننا سنستمر وسنتواصل مع المؤسسات الدولية لحث الجهات المانحة على تقديم المساعدة للأردن ، خاصة وأن الوضع الراهن في سوريا لا يبشر بتفاؤل..متوقعا تزايد أعداد تدفق اللجوء السوري بما يشكل تحديا على موارد الأردن المحدودة..منوها بأن الأردن يبقي حدوده مفتوحة أمام دخول اللاجئين.
ودعا بيبي المجتمع الدولي لتقديم المساعدة إلى الأردن والمفوضية لاستكمال دورهما في هذه المرحلة التي تشهد تحديات كبيرة ، قائلا "إننا لم يصلنا منذ إطلاق نداء الاستجابة نهاية العام الماضي إلا 16% من مجمل المساعدات التي طلبناها للأردن ( وهي مليار و 200 مليون دولار).
وأوضح أن الورشة الحالية تستهدف مناقشة أوجه التعاون القائم بين المفوضية وشركائها من مؤسسات حكومية وسفارات دول مجلس التعاون وجمعيات خيرية محلية ، وبحث سبل تطوير ورفع مستوى التنسيق المشترك ليكون أكثر فاعلية وتنظيما في مساعدة اللاجئين السوريين في الأردن.
وشدد بيبي على ضرورة تعزيز الشراكة بين المفوضية والجهات الأممية والحكومة الأردنية ومنظمات دول مجلس التعاون خاصة في المرحلة المقبلة لتحديد الأولويات وتنسيق الجهود بشكل أكبر مع كل الجهات المعنية للوصول إلى العدد الأكبر من هؤلاء اللاجئين وتقديم الرعاية الأفضل لهم وعدم ازدواجية تقديم المساعدات.
وعلى صعيد متصل..أظهرت دراسة جديدة أطلقتها منظمة (كير) العالمية اليوم حول (وضع اللاجئين السوريين في المناطق الحضرية والمجتمعات الأردنية المضيفة) أن نصف مليون لاجيء سوري من يعيشون في المناطق الحضرية في الأردن يصارعون أكثر من قبل للتأقلم مع تحديات السكن غير اللائق والديون الكبيرة وتكاليف المعيشة المتزايدة والتعليم لأطفالهم.
ووفقا لتقييم أسري أجرته (كير) لما يزيد على 2200 لاجيء سوري ، فإن 90% من اللاجئين يرزحون تحت المديونية سواء إلى أقاربهم أو مالكي العقارات أو أصحاب المحلات أو الجيران مع ارتفاع في الإيجارات بقرابة الثلث في السنة الماضية..لافتا إلى أن تدفق اللاجئين يلقي بأثار متزايدة على المجتمعات المضيفة بالأردن والتي تكافح ذات التحديات.
وقالت سلام كنعان المدير الإقليمي لمنظمة كير في الأردن – خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في عمان لإطلاق الدراسة – إن الأزمة السورية تسببت في أن عائلات اللاجئين السوريين أصبحوا معدومين أكثر فأكثر كما أصبحوا معرضين أكثر للخطر من النواحي المادية حيث فرت عائلات من منازلها قبل شهور أو سنوات ونفدت منهم مدخراتهم.
وأشارت إلى أنه تم تقديم الكثير من الدعم من قبل المجتمع الدولي وكذلك المجتمعات المضيفة ولكن دون أن تلوح نهاية لهذه الأزمة في الأفق ، قائلة "إن اللاجئين لايزالون بحاجة إلى دعمنا حيث تدفع هذه الأزمة بالملايين نحو المزيد من الفقر والحرمان).
ويستضيف الأردن على أراضيه منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف مارس 2011 ما يزيد على 600 ألف لاجيء سوري ، فضلا عن وجود عدد مماثل قبل الأحداث وذلك بحكم علاقات نسب ومصاهرة وتجارة ولم يتمكن غالبيتهم من العودة.
وكان مدير إدارة شئون مخيمات اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود قد أعلن مؤخرا أن عدد السوريين في المملكة يزيد على مليون و330 ألفا منهم ما يزيد على نصف مليون لاجيء وهم موزعون على خمسة مخيمات.
وتعتبر الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين منذ بداية الأزمة هناك قبل أكثر من عامين ، وذلك لطول حدودهما المشتركة التي تصل إلى 378 كم ..يتخللها عشرات المعابر غير الشرعية التي يدخل منها اللاجئون السوريون إلى أراضيها.
ويعد مخيم الزعتري ثالث مخيم في العالم من حيث سعته للاجئين كما أنه ينافس على احتلال الموقع الخامس من حيث عدد السكان بين المدن الأردنية..كما يوجد إلى جانبه المخيم الإماراتي الأردني المعروف باسم (مريجب الفهود) في محافظة الزرقاء 23 كم شمال شرق عمان والذي تبلغ سعته 4 آلاف لاجيء ..ومخيم (الحديقة) في الرمثا أقصى شمال الأردن حوالي 1000 لاجيء ..ومخيم (سايبر سيتي) بحدائق الملك عبدالله ما يقرب من ألف لاجيء.