دمشق- ميس خليل
حذّر نائب وزير الخارجية الروسي الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، من مكافحة التطرُّف دون تفويض من مجلس الأمن، وأنَّ ذلك قد يؤدي إلى نتائج كارثية وستكون النتيجة مؤسفة.
ولفت بوغدانوف، خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو، الأربعاء، إلى أنه مع تأزم الوضع في سورية تظهر أسباب حقيقية للخوف على مصير الوجود المسيحي المستمر من 2000 عام على تلك الأرض المقدسة، ووجود هذا التقليد العريق مهدَّد بالزوال بشكل كامل تقريبًا، محذِّرًا من تكرار السيناريو العراقي العام 2003 عندما تقلص وجود المسيحيين من مليون ونصف إلى 150 ألف شخص.
وأضاف أنَّ بلاده تقف مع عودة استئناف الحوار السوري بشأن إيجاد حل للأزمة في سورية، وأنَّ وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث في السابع من الشهر الجاري في موسكو، موضوع استئناف الحوار السوري مع جهات في المعارضة؛ حيث جرى التركيز على ضرورة تحويل الأزمة في سورية إلى المسار السياسي، وتقديم نقطتين أساسيتين وهما: محاربة التطرُّف والثانية مفاوضات سياسية تفضي إلى حوار واتفاق بين الحكومة السورية الشرعية والمعارضة.
وأكد بوغدانوف أنه تمّ التوافق على ضرورة إشراك الأطراف الخارجية كروسيا والولايات المتحدة والإقليمية كإيران والسعودية وتركيا ومصر، وأكد أنَّ كل هذا يدفع تجاه العمل على التحضير لجنيف 3.
إلى ذلك، صرّح المسؤول الروسي أنَّ مكافحة التطرُّف دون تفويض من مجلس الأمن قد تؤدي إلى نتائج كارثية وأنه يجب دعم تلك العمليات بقرارات من مجلس الأمن الدولي وإلا فإنَّ النتيجة ستكون مؤسفة.
وأضاف بوغدانوف إنَّ روسيا وقفت وتقف دائمًا إلى جانب حل المشاكل عبر الطرق السلمية والحوار الوطني دون تدخل خارجي، ولكن للأسف بعض شركائنا الإقليميين والغربيين يؤيدون وجهة نظر أخرى؛ حيث تمت في سورية المراهنة على إسقاط النظام السوري ومساندة المعارضة المسلحة بما فيها المتطرِّفة.
وأوضح أنه نتيجة لذلك ظهرت مجموعات متطرِّفة مثل "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما، وإنَّ توجيه الولايات المتحدة وحلفائها ضربات لمواقع الإسلاميين، لاسيما في سورية يتمّ من دون ترخيص من مجلس الأمن ودون موافقة من قِبل الحكومة الشرعية في دمشق ويمكن أنَّ يؤدي إلى نتائج خطيرة بالنسبة الى السكان.
ولفت بوغدانوف إلى أنَّ محاربة التطرُّف يجب ألا تخدم بأي شكل من الأشكال المصالح الجيوسياسية وإلا فإنَّ النتيجة يمكن أنَّ تكون بائسة للغاية، ولذلك يجب الإستناد إلى القانون والإجماع الدوليين وأنَّ عمليات المكافحة في هذه المنطقة يجب أنَّ تعزز بقرار مناسب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا أكد في مؤتمر صحافي عقده في فندق الشيراتون في دمشق في وقت سابق، الأربعاء، أنه يجب التركيز على المعركة ضد تطرُّف "داعش" و"النصرة" ومنح الأولوية للحل السياسي للأزمة في سورية وليس العسكري.