الكاردينال فيليب بارباران

اختتم الوفد الكنسيّ الفرنسيّ والذي ترأَّسه رئيس أساقفة مدينة ليون الفرنسيَّة الكاردينال فيليب بارباران، الخميس، زيارته إلى العراق، بجولة في كركوك حيث اطّلع الوفد الكنسيّ على أحوال النازحين المسيحيين من محافظة نينوى والتهديد الذي تعرّضوا له من قبل تنظيم "داعش"، واصفًا ممارسات هذا التنظيم بـ"الهمجيَّة".
وأكد رئيس أساقفة ليون في كلمة ألقاها أمام جمع غفير من المسيحيين في أبرشية القلب الأقدس للكلدان في كركوك، أن زيارته تأتي ضمن المبادرة في دعم النازحين وتفقد أحوالهم ونقل معاناتهم إلى المنظمات والجمعيات الخيرية المعنيّة.
وأضاف أن الوفد الكنسيّ زار أيضًا النازحين المسلمين، وأشار إلى أنهم يمرون بوضع مأساوي لا يقل عن وضع المسيحيين، وأكد أن معه رئيس مؤسسة خيرية وهو الأب باسكال كورنيش، مشيرًا إلى أن هذه المؤسسة تقدم المساعدات للمحتاجين في العالم، وأنه بالتأكيد سيكون لنازحي العراق حصة من هذه المساعدات.
وحضر مراسم استقبال الوفد الكنسي الفرنسي مسؤولون محلويون في إدارة ومجلس محافظة كركوك والذين أعلنوا عن دعمهم الكامل للنازحين دون استثناء رافضين فكرة هجرة المسيحيين من العراق.
من جهته أكد بطريرك بابل والعالم على الكلدان "مار روفائيل لويس ساكو" والذي رافق الوفد خلال جولته خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة أنه لا يمكن اتهام أي طرف على عمل تقوم به فصائل متطرفة في العراق"، في إشارة إلى "داعش" وطردها المسيحيين من نينوى.
وأكد أن المسحيين عاشوا مع المسلمين والكرد والتركمان والعرب ومختلف النسيج العراقيّ منذ 14 قرنًا في سلام وتآخٍ، مبينًا أن عمق العلاقة هذه أقوى من أن تفرقها جماعات متطرفة تحاسب حتى المسلمين من غير الموالين لها.
ولم تخل أجواء الزيارة من التطرق إلى الملف السياسي حيث دعا ساكو إلى "الإسراع في تشكيل حكومة وطنية وأن تكون هناك مصالحة حقيقية بين الأطراف المختلفة، محذرًا من أنه بخلاف ذلك فإن العراق في خطر كبير من تحوله إلى الصراعات المذهبية والقومية، وشدد على توحد العراقيين.
وشكر ساكو الوفد الزائر كونه أول وفد تضامني يزور العراق ويتفقد أحوال النازحين مسلمين ومسيحيين.
وبشأن ما تقوم به سفارات بعض الدول من قبول لجوء المسيحيين وتسهيل خروجهم من العراق أكد لويس ساكو أن الكنيسة تعارض هجرة المسيحيين من العراق وأن أي دولة تريد تقديم العون والمساعدة للمسيحيين فلتقدمها عبر دعمها لاستقرار البلاد وليس عبر التسريع والتمهيد لهجرتهم.
وقد باتت مدينة الموصل خالية تمامًا من المسيحيين الذين فرُّوا تحت وطأة تهديد داعش وتخييرهم بين اعتناق الإسلام أو عقد الذمة أو مواجهة الموت.