الاستخبارات الألمانية

حذرت الاستخبارات الألمانية من احتمالية تدخل قوى خارجية في معادلات تشكيل التحالفات الحزبية الألمانية لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة في البلاد، ولم تستبعد الاستخبارات الألمانية تورطا روسيا محتملا في تلك العملية السياسية في أعقاب الانتخابات العامة التى شهدتها ألمانيا قبل أيام والتي نتج عنها تغير كبير فى شكل الخارطة السياسية لألمانيا بخسارة حزب المستشارة أنجيلا ميركيل نسبة 10 في المائة من أصوات الناخبين مقارنة بانتخابات العام 2013.

وفي مؤتمر أمني عقده مجلس حماية الدستور في برلين هذا الأسبوع، قال إيفانز بوركارد مسئول مكافحة التجسس فى جهاز الاستخبارات الألماني إن المشهد السياسي فى ألمانيا مرشح وبقوة لتدخلات خارجية طبقا لنتائج الانتخابات العامة الأخيرة وبصورة تفوق ما شهدته فرنسا والولايات المتحدة من شبهات للتدخل، لكن مسئول المخابرات الألمانية قال إن محاولات التأثير الخارجي في تشكيل هيئة الحكم في ألمانيا لكنها تبقى إلى الأن محاولات ضعيفة ومحدودة التأثير.

وأشار إلى رصد الاستخبارات الألمانية للنهج الدعائي والإعلامي الروسي فيما يتعلق بالشأن الألماني وكذلك النهج الإعلامي لدول أخرى، وتبين أنها لم تكن ذات أثر كبير في خيارات الناخب الألماني وبالتالي فى التأثير على نتاج الانتخابات العامة الأخيرة.

ولم يستبعد مسئول مكافحة التجسس الألمانى احتمالية استمرار برامج التأثير الخارجي في فترة ما بعد الانتخابات العامة بصورة أكبر بغية التأثير في مسار تشكيل الائتلاف الحاكم في ألمانيا، وهي العملية الجارية الآن والتي قد تمتد إلى ما بعد أعياد الميلاد.

وكشف عن رصد مراكز التتبع الإعلامي بالاستخبارات الألمانية لتغطيات إخبارية أجنبية في صالح شخصيات سياسية ألمانية بعينها وأخرى تنال من شخصيات ورموز سياسية أخرى مرشحة لدخول الائتلاف الحاكم وكذلك رصد حملات إعلامية خارجية أخرى تستهدف التأثير فى مسار تشكيل الائتلاف الحاكم في ألمانيا، ومن بين ما تم رصده تقارير إخبارية روسية تدعو إلى دعم مؤيدى التقارب الاقتصادي والسياسي بين برلين وموسكو وأخرى تهاجم القرار الألماني بفرض عقوبات اقتصادية ضد روسيا كرد على ما يزعمه الإعلام الغربي بقيام روسيا بضم إقليم كراميا الاوكرانى.

وبحسب مصادر صحفية غربية يسعى حزب ميركل إلى بناء تحالفات مع الاحزاب المحافظة او احزاب يمين الوسط لتشكيل تحالف قادر على ادارة البلاد فى الوقت الذى حصل فيه تكتل اقصى اليمين الالمانى على 6ر12 فى المائة من اصوات الناخبين وهو ما يعطيه 91 مقعدا فى البرلمان الالمانى / البوندستاج / وهى المرة الاولى التى يحصل فيها تكتل اليمين الالمانى على هذا العدد من المقاعد منذ العام 1945.