ريغا ـ أ ف ب
لزمت لاتفيا الحداد السبت على ضحايا انهيار سقف سوبرماركت في ريغا اسفر عن حوالى خمسين قتيلا، في اسوأ كارثة تقع في هذه الدولة البلطيقية منذ استقلالها في 1991 فيما تبقى التساؤلات حول اسباب المأساة بدون اجوبة حتى الان. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال تومس سادوفسكيس المتحدث باسم الشرطة ان الحصيلة الاخيرة لهذا الحادث الرهيب بلغت 52 قتيلا، اذ عثر على جثة قتيل جديد صباح السبت بين الانقاض. ويواصل رجال الاطفاء وعمال الانقاذ البحث بين انقاض السوبرماركت الذي انهار سطحه مساء الخميس في ساعة الذروة، لكنهم ما زالوا يأملون في العثور على احياء بعد يومين وليلتين سادتهما درجات حرارة تلامس الصفر. وفتحت الشرطة تحقيقا جنائيا وتعمل على ثلاث فرضيات تتعلق بتصميم المبنى وبنائه والعناصر الجديدة التي وضعت على السطح. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت ماريت ستوم المتحدثة باسم شركة ري اند ري التي شيدت السوبرماركت، "اننا نقوم بالتحقق من ادق التفاصيل. وما زالت الاسباب غير معروفة لكن يجب كشفها. واذا ما ارتكب خطأ على ما يبدو، فانه خطأ كبير". من جهته، قال ارسينييس سميرنوفس سائق التاكسي في ريغا "انها على الارجح القصة نفسها: نفذ المشروع بكلفة قليلة من اجل الحصول على ما تبقى من المال. لكن الناس العاديين هم الذين يدفعون الثمن الحقيقي". وهذا المركز التجاري الذي تستثمره شركة ماكسيما، ويحتل المرتبة الثانية في البلاد، بني في 2011 واختير للفوز بجائزة الهندسة. وكانت تجري على سطح المبنى اعمال لتحويله حديقة معلقة، كما قال المسوؤل المحلي في البلدية جوريس رادزيفيتش. لكنه اضاف "طبق المشروع في اطار القواعد لكننا سنتحقق بالتأكيد من تطابق جميع المواد والاعمال مع المعايير". وتبين صورة جوية نشرتها صحيفة دينا الصادرة في ريغا ان سطح هذا المركز كان مغطى بحديقة مع اشجار صغيرة وفسحة العاب للاطفال. وانطلقت صفارات الانذار في السوبرماركت قبل الحادث لكنه لم يستتبع باخراج الناس، كما قالت فيكتورياغولب المتحدثة باسم ماكسيما. ويقول مقيمون في الحي ان صفارات الانذار انطلقت مرارا في الايام الاخيرة من دون سبب ظاهر ولم يعبأ الناس بهذه الانذارات الخاطئة. وهذه المأساة التي تعد احد اخطر الحوادث الناجمة عن انهيارات السطوح في العالم منذ ثلاثين عاما، اذهلت هذا البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، واعلنت الحكومة الحداد الوطني ثلاثة ايام ابتداء من اليوم السبت، مع دقيقة صمت صباح الاثنين. وفي ريغا، وضعت على الاعلام اللاتفية في المباني الرسمية والمنازل الخاصة، شريطة سوادء علامة الحزن. وكانت لاتفيا العضو في الاتحاد الاوروبي منذ 2004 والتي ستدخل منطقة اليورو في الاول من كانون الثاني/يناير 2014، احتفلت لتوها في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بعيد الاستقلال في اجواء سادها التفاؤل العام، فيما تستعد ريغا لتصبح العاصمة الاوروبية للثقافة العام المقبل. وفي مكان الحادث الذي طوقته الشرطة بالحواجز الامنية، وضعت على الارض الاف الشموع والزهور. وفي مقهى مارتينا بوسط ريغا، كانت الاجواء قاتمة هذا الصباح. وقالت الخادمة مارا التي لم تكشف اسم عائلتها "انه امر رهيب، وكان يمكن ان يحصل لأي منا، انت وانا، لو ذهب لشراء الحليب والخبز ذاك المساء في ذلك السوبرماركت". وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت كريستينا غايل (20 عاما) "كنت استعد للذهاب الى الملهى الليلي الليلة الماضية. ارتديت ثيابي لكن عندما نظرت الى وجهي في المرآة قلت في نفسي كيف تستطيعين الخروج واللهو في ليلة رهيبة مثل هذه الليلة، فيما لا يزال اشخاص عالقين تحت الانقاض؟".