فيلنيوس ـ أ.ف.ب
تفتتح في العاصمة الليتوانية اليوم الخميس قمة بين الاتحاد الاوروبي وست جمهوريات سوفياتية سابقة يهيمن عليها رفض اوكرانيا اكبر هذه البلدان، توقيع اتفاق مع الاوروبيين مما يضعف مجمل استراتيجيتهم حيال الشرق. فبعد اشهر من المشاورات بين المفوضية الاوروبية وكييف لمحاولة تسوية قضية المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو، قرر الاوكرانيون الاسبوع الماضي وتحت ضغط روسيا، اغلاق الباب في وجه الاوروبيين. واكد الاتحاد الاوروبي ان الاتفاق "ما زال مطروحا على الطاولة"، لكن فرص توقيعه الجمعة في فيلنيوس تبدو ضئيلة. واثار تراجع السلطات الاوكرانية غضب المعارضة الموالية لاوروبا التي تنظم تظاهرات كبيرة تذكر بالثورة البرتقالية التي شهدتها البلاد في 2004. واكد رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف امس الاربعاء ان "عملية المفاوضات حول توقيع اتفاق شراكة مستمرة والعمل الذي يهدف الى تقريب البلاد من المعايير الاوروبية لا يتوقف يوما واحدا". لكن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش صرح قبل يوم واحد ان اوكرانيا تنتظر شروطا افضل لتوقيع الاتفاق. وسيكون يانوكوفيتش حاضرا في فيلنيوس ليوضح موقفه لنظرائه الاوروبيين الذين سيتوجهون جميعا تقريبا الى فيلنيوس. وتريد الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد معرفة المزيد عن النوايا الحقيقية للرئيس الاوكراني، كما قال مصدر اوروبي. ووصف يانوكوفيتش عند انتخابه في 2010 بالموالي لروسيا، لكنه يراوح اليوم على ما يبدو بين روسيا واوروبا محاولة الاستفادة من الاخيرة بدون اثارة غضب موسكو. وانتقد الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع موسكو مدينا "الضغوط الروسية". وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء ان "الحرب الباردة انتهت". واضافت ان "تقاربا مع اوروبا ما زال يفهم على انه ابتعاد عن روسيا. علينا تجاوز عقلية +اما هذا او ذاك+". ويفترض ان تقر قمة الشراكة الشرقية هذه اعلانا يوجه تحذيرا "مبطنا" الى روسيا من التدخل في شؤون الدول المجاورة، كما ذكرت صحيفة غازيتا فيبورجا. وسيدعو النص دول اوروبا الشرقية ايضا الى "الاصلاح والتقرب من الغرب". لكن في الوقت نفسه، يواجه الغرب انتقادات للطريقة التي تفاوض فيها مع اوكرانيا. وقال الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي الاربعاء ان "بروكسل ارتكبت خطأ في التقييم"، عبر تركيزها على ملف المعارضة يوليا تيموشينكو على حساب "سياسة الضغط والابتزاز" التي تمارسها موسكو على كييف. وقد دعت تيموشينكو اليوم القادة الاوروبيين الى "تحرير اوكرانيا" عبر قيامهم بكل ما بوسعهم لتوقيع اتفاق الشراكة الشرقية مع بلادها. وقالت في رسالة سلمها اقرباؤها "اذا قرر يانوكوفيتش تحت ضغط التظاهرات في اللحظة الاخيرة توقيع الاتفاق (...) اطلب منكم ان توقعوه الجمعة بلا تردد او شروط، بما في ذلك في ما يتعلق باطلاق سراحي". واضافت "علينا الا نحرر السجناء السياسيين اليوم بل ان نحرر اوكرانيا". كما يأخذ مراقبون على الاتحاد الاوروبية انه لم يحدد لاوكرانيا والدول الاخرى في الشراكة الشرقية رؤية واضحة لعملية التكامل الاوروبية هذه، كما حدث مع الدول الشرقية عند سقوط جدار برلين قبل عشرين عاما. ويحاول الاتحاد الاوروبي التقليل من اهمية النكسة التي مني بها، مؤكدا انه يمكن توقيع اتفاق مع اوكرانيا في الاسابيع او الاشهر المقبلة وان كان كثيرون يشككون في ذلك. ويفترض ان تعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا في شباط/فبراير 2004. وبشكل عام، يأمل الاتحاد الاوروبي في الا يؤثر تراجع اوكرانيا على المشروع الذي اطلق في 2009 في محاولة لتأمين استقرار الجهوريات السوفياتية السابقة. وهو يشدد على المكاسب التي يمكن لهذه الدول ان تحققها في القطاع التجاري او تحرير التأشيرات خصوصا. ويذكر الاتحاد بمليارات اليورو التي خصصت في السنوات الاخيرة لتحديث هذه البلدان سياسيا واقتصاديا ويؤكد انه مستعد لزيادة هذه المبالغ من اجل تسهيل تكيفها. لكن في فيلنيوس، سيكون على الاتحاد الاوروبي الاكتفاء بتوقيع اتفاقي شراكة بالاحرف الاولى مع جورجيا ومولدافيا. اما توقيعهما نهائيا فلن يتم قبل اشهر وربما عام. وستوقع اتفاقات اخرى اقل اهمية بينها واحد مع اذربيجان يتعلق بتسهيل منح التأشيرات. لكن ارمينيا تخلت عن الاتحاد الاوروبي مطلع ايلول/سبتمبر عندما اعلنت انها ستنضم الى الاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا. اما بيلاروس الذي يصفها الاتحاد الاوروبي بانها آخر ديكتاتورية في اوروبا، فالعلاقات معها مجمدة في غياب تقدم في حقوق الانسان.