فيلنيوس ـ أ.ف.ب
اخفق الاتحاد الاوروبي في اقناع اوكرانيا بان توقع الجمعة على اتفاق تاريخي يكرس تقاربها مع الغرب، وانتقد ضغوطا قال ان روسيا مارستها، في حين طالبت المعارضة الاوكرانية باستقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وفي ختام القمة الثالثة للشراكة الشرقية بين الاتحاد الاوروبي وست جمهوريات سوفياتية سابقة قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "لا يمكننا ان نقبل (...) بفيتو من جانب بلد اخر" في اطار اتفاق شراكة. وبعد ان جدد التاكيد على ان اتفاق الشراكة مع اوكرانيا "ما زال على الطاولة" دعا رئيس مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي كييف الى "رفض الاعتبارات القصيرة المدى والضغوط القادمة من الخارج". واضاف فان رومبوي "علينا الا نستسلم في مواجهة الضغوط الخارجية، حتى لو كان مصدرها روسيا". وقد سبق ان نجحت موسكو في اعادة ارمينيا الى حظيرتها عبر اعلانها في ايلول/سبتمبر انضمامها الى اتحادها الجمركي. كذلك اعرب قادة اوروبيون عن القلق من تصاعد الضغط على جورجيا ومولدافيا اللتين وقعتا على اتفاق شراكة اولي مع الاتحاد الاوروبي تمهيدا لتوقيع نهائي مرتقب السنة المقبلة. واقر الرئيس الجورجي الجديد غورغي مارغفيلاشفيلي بانه لا يزال "حذرا". وقال "نحاول تمرير الرسالة الى كل العواصم وهي ان جورجيا مزدهرة وديموقراطية لا يمكن الا ان تفيد كل جيرانها بما في ذلك روسيا". ولكن يبدو ان الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش يوافق على اليد الممدودة من الاوروبيين. وقال في فيلنيوس التي زارها لمقابلة نظرائه الاوروبيين "اؤكد نية اوكرانيا التوقيع على اتفاق الشراكة في مستقبل قريب". واضاف ان "المهلة الاضطرارية في عملية التوقيع على الاتفاق لا تعني وقف الاصلاحات الضرورية لكي تواصل اوكرانيا اندماجها الاوروبي". لكنه ذكر بشروطه وطالب بحوار ثلاثي مع روسيا ومساعدة مالية لبلاده التي تتخبط في ازمة لا سيما بسبب العقوبات التي فرضتها عليها موسكو خلال الاشهر الاخيرة. من جهة اخرى طالب زعماء المعارضة الاوكرانية الموالية لاوروبا باستقالة الرئيس يانوكوفيتش بعد رفضه اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي في قمة فيلنيوس. وقال ابرز قادة المعارضة في قرار تلي مساء الجمعة امام عشرة الاف متظاهر في ساحة الاستقلال في كييف "نطالب باستقالة يانوكوفيتش". وفي جو متوتر في قلب العاصمة الاوكرانية كييف، تجمع الاف المتظاهرين في ساحة الاستقلال الرئيسية الجمعة وهتفوا "ثورة، ثورة". ونشرت السلطات الاوكرانية الجمعة مئات من قوات مكافحة الشغب في وسط كييف حيث تجمع الاف المحتجين بعد رفض الرئيس فكتور يانوكوفيتش التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي. غير ان الاتحاد الاوروبي ذكر بانه يرفض كليا اي تدخل في العلاقات الثنائية، اما بشأن المساعدة المالية فلم يغلق الباب متحدثا عن "دعم" لتدخل محتمل من صندوق النقد الدولي لكن بدون ابداء اجراءات ملموسة. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اكثر حسما عندما قال "لا يمكن، كما يريد الرئيس الاوكراني، ان ندفع كي تدخل اوكرانيا في هذه الشراكة، لا لن ندفع". وفي ختام القمة الثالثة للشراكة الشرقية بين الاتحاد الاوروبي وست جمهوريات سوفياتية سابقة -- اوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وبيلاروسيا وارمينيا واذربيجان -- تبين ان الحصيلة ضئيلة. وباستثناء اتفاقي شراكة مع جورجيا ومولدافيا، تم التوقيع على اتفاق تسهيل الحصول على تاشيرات مع اذربيجان وبعض الوثائق التقنية. ونوه فان رومبوي ب"تصميم وشجاعة" القادة الجورجيين والمولداف و"ارادتهم السياسية"، مؤكدا ان الاتحاد الاوروبي يحترم دائما "الخيارات السيادية" لتلك الدول. من جانبها اتهمت رئيسة ليتوانيا داليا غريباوسكايتي التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الاوروبي لستة اشهر، وهي من بلدان المقدمة في تيار التقارب مع الجمهوريات السوفياتية سابقا، القادة الاوكرانيين بانهم "اختاروا طريقا لا يؤدي الى اي مكان" مؤكدة "انه فشل لاوكرانيا". وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك في كراكوفيا "يجب انتظار فرصة افضل او تغييرات في اوكرانيا (...) ليس مستحيلا ان تتكرر هذه العملية، ولكن لا يمكن الاستسلام باي حال من الاحوال". ورغم مؤشرات حسن النية من الطرفين، يرى العديد من المسؤولين ان عدم توقيع اوكرانيا، وهي اهم بلد في الشراكة، قد يعرقل العملية لاشهر عدة وربما سنوات، وليس بالنسبة لاوكرانيا فقط بل لمجمل هذه الاستراتيجية تجاه الشرق التي بدات في 2009. وفضلا عن الضغوط الروسية يعاني الاتحاد الاوروبي ايضا من انقسامات حول الآفاق الممنوحة للكتلة السوفياتية سابقا اذ انه لم يقترح انضماما بكل معنى الكلمة كما فعل مع دول شرق اوروبا الاخرى بعد سقوط جدار برلين. وقال رئيس وزراء مولدافيا يوري ليانكا ان التوقيع على اتفاق مع الاتحاد الاوروبي "يشكل طفرة واضحة في علاقاتنا ستقود بشكل اكيد بلادي يوما الى الاتحاد الاوروبي".