بدأ الخبراء الاثنين التحقيق في اسباب حادث الانحراف المريع لقطار في ضواحي نيويورك الذي ادى الى مقتل 4 واصابة 67 شخصا الاحد ليتوقف على بعد امتار من نهر مياه باردة جدا. واوضحت اجهزة الاطفاء ان 11 من الجرحى في حالة الخطر واصيب 56 بجروح طفيفة. وعثر على ثلاثة من القتلى خارج القطار والرابع داخل احدى عرباته. والقتلى اميركيون وهم رجلان وسيدتان تتراوح اعمارهم بين 35 و59 عاما من ولاية نيويورك بحسب سلطة النقل في نيويورك. ووقع الحادث في حي برونكس قرابة الساعة 7,20 (12,20 تغ) حين كان القطار المتجه الى محطة غراند سنترال في نيويورك يسلك منعطفا معروفا بصعوبته قبل مسافة قصيرة من محطة سبايتن دايفيل شمال مانهاتن، في منطقة يلتقي فيها نهرا هادسون وهارلم. واوضح حاكم ولاية نيويورك اندرو كوومو ان على القطارات ان تبطئ سرعتها في هذه النقطة من 112 الى 48 كلم في الساعة لكن عدة ركاب اكدوا ان القطار كان يسير "بسرعة اكبر بكثير" من عادته عند وصوله الى المنعطف. وخرجت عربات القطار السبع عن سكتها واستقرت اربع منها في منطقة مشجرة قريبة. وانقلبت عدة عربات فيما توقفت القاطرة على مسافة امتار قليلة من نهر هارلم الذي يفصل بين برونكس وشمال مانهاتن والذي تكون برودة مياهه شديدة في هذا الوقت من السنة. وكان القطار انطلق من مدينة بوكيبسي (ولاية نيويورك شمال مدينة نيويورك) في الساعة 5,45 صباحا وعلى متنه حوالى 150 راكبا، وهو عدد اقل بكثير من عدد الركاب أيام الاسبوع العادية، بحسب ما اوضح الحاكم مشيرا الى ان الحادث "كان يمكن ان يكون أسوأ". وكان من المفترض ان يصل القطار الى محطة غراند سنترال في الساعة 7,43. وروى الركاب سيناريو كارثيا حيث أخذت العربات تتأرجح قبل ان تنقلب كما في فيلم يعرض بشكل بطيء فيما علت الصيحات وانتشر الغبار وتطايرت الاحجار وقطع الحطام. ويعاني الجرحى من كسور في الأطراف واصابات في العمود الفقري والعنق والرأس بصورة خاصة. ووصل محققو السلطة الفدرالية المكلفة امن المواصلات الى الموقع حوالى الظهر واوضح المسؤول عن التحقيق إيرل وينر خلال مؤتمر صحافي انهم سيمكثون ما بين اسبوع وعشرة ايام في المكان مشيرا الى ان التحقيق سيشمل حالة السكك واشارات السير والمكابح وعمل المحرك واجراءات القيادة المعتمدة وكذلك الاسباب التي ادت الى اصابة الركاب ومقتلهم. وتابع انه عثر على تسجيلات القطار وانه سيتم استجواب طاقمه ولا سيما السائق خلال الايام القليلة المقبلة. وقال وينر للصحافيين "ان مهمتنا لا تقتصر على فهم ما جرى، بل تقضي بمعرفة أسباب حدوث ذلك لتفادي تكراره". وقال اندرو كوومو انه سيتم استخدام رافعة لرفع العربات المنقلبة. وتابع الحاكم ان صندوق القطار الاسود سيسمح بفهم ما جرى وقال "سيسمح لنا بتحديد سرعة سير القطار وما اذا كان القائد استخدم المكابح". وقال قائد الشرطة راي كيلي ان السائق نقل الى المستشفى وهو "في حال مستقرة وبكامل وعيه". وقال مسؤول كبير في البلدية لصحيفة تايمز طالبا عدم كشف اسمه ان السائق تحدث عن خلل في عمل المكابح الا انه يتعين التثبت من هذه المعلومات. وكانت المقطورة في مؤخر القطار الذي كانت تدفعه. وعلقت حركة القطارات لمدة غير محددة على خط مترو- نورث المحاذي لنهر هادسون والذي يستخدمه حوالى 15 مليون راكب كل سنة. وارسل غطاسون للقيام بعمليات تفتيش في نهر هارلم للبحث عن ركاب قد يكونوا قذفوا الى مياهه لكنهم لم يعثروا على احد. وسبق ان انحرف قطار شحن عن سكته في القطاع ذاته في تموز/يوليو لكن كوومو شدد على ان ذلك لم يحصل "في المنطقة نفسها تحديدا" ولو انه سيتم التدقيق في هذا الحادث في سياق التحقيق الجاري. ووقع الحادث في ختام عطلة نهاية اسبوع طويلة بدأت الخميس بعيد الشكر التقليدي في الولايات المتحدة والذي يغتنمه العديد من الاميركيين للانتقال والاحتفال بين عائلاتهم.