عمان ـ أ.ف.ب
اطلقت منظمة اوكسفام الانسانية الاثنين نداء من اجل مساعدة اللاجئين السوريين الذين فروا من النزاع في بلادهم وخصوصا في دول الجوار مع قرب حلول فصل الشتاء القارس. وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "أوكسفام تطلق نداء مساعدة جديدا للاجئين السوريين المتضررين من الازمة السورية، وتحذر من زيادة المخاطر الصحية التي يتعرضون لها مع قدوم أشهر الشتاء القارسة". واضافت ان "الكثير من اللاجئين يواجهون انخفاض درجات الحرارة في الاردن ولبنان بالملابس الصيفية التي جاؤوا بها من سوريا (...) ومع اقتراب الشتاء القارس، فأن الكثير منهم يعيشون في خيام لا يفصلهم عن برودة أرضها، عند النوم، سوى حصيرة أو فرش رفيع". وطالبت أوكسفام ب "حجم أكبر بكثير من الدعم، حتى تستطيع مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً من اللاجئين خلال الأشهر القادمة"، مشيرة الى انه "يجب أن يبدي المجتمع الدولي دعمه لسخاء حكومات الدول المضيفة التي أُنهِكت بنيتها التحتية الصحية". ونقل البيان عن نيجل تيمينز مدير استجابة أوكسفام للأزمة السورية قوله ان "صعوبة الحياة تزداد وطأة على اللاجئين مع دخول الشتاء بقسوته وسوف يستمر انخفاض درجات الحرارة خلال الأسابيع القادمة، ليبدأ معها حصد الشتاء لصحة الناس". واوضح ان "الأطفال هم الأكثر عرضة لتأثير البرد، مع نوم الكثيرين منهم بقميص قطني على أرض باردة، لتحمل كل نوبة سعال عابرة منهم خطر التحول إلى مرض حقيقي". واضاف تيمينز انه "في ظل ضعف مرافق الصرف الصحي، يمكن أن تغرق خيمة في مياه الصرف بين عشية وضحاها، ليصبح ساكنوها عرضة لأمراض عدة". ورأى ان "حجم الأزمة هائل، وستحتاج في النهاية إلى حل سياسي يمكن السوريين في داخل سوريا وخارجها من البدء في بناء حياتهم". وتابع "لكن تلك العائلات التي نعمل معها تحتاج إلى المزيد من المساعدات بشكل عاجل". واشار الى ان "الناس كانوا كرماء في ما قدموه لنداء الفيليبين ونسألهم ان يفعلوا الامر نفسه مع اللاجئين السوريين" في اشارة الى الاعصار العنيف الذي ضرب الفيليبين مطلع الشهر الماضي واودى بحياة 10 الاف شخص. وبحسب المنظمة فقد "ارتفع عدد اللاجئين إلى دول الجوار، منذ الشتاء الماضي، أربعة أضعاف ما كان عليه الحال منذ عام". ففي لبنان ارتفع عددهم من 100 الف في كانون الاول/ديسمبر 2012، إلى قرابة المليون الآن. واوضحت ان "الكثير من عائلات اللاجئين تعيش في مناطق معرضة لقسوة برودة الشتاء، اذ يعيش نحو 65 بالمائة منهم في شمال لبنان ووادي البقاع، الذي يشهد أمطاراً وتساقطاً للثلوج وانخفاضاً شديداً في درجات الحرارة". أما في الأردن حيث تم تسجيل 550 الف لاجئ سوري، فيعيش 80 بالمائة من اللاجئين في مجتمعات مضيفة، ومعظمهم يقيم في أماكن مستأجرة مكتظة ومتدنية المستوى، أو في خيام أو مآوٍ مؤقتة. ويقيم معظم اللاجئين في مدن وقرى شمال المملكة منهم نحو 120 الفا بمخيم الزعتري في محافظة المفرق، شمال المملكة على مقربة من الحدود مع سوريا. وبحسب البيان فان "اللاجئين يعانون بالفعل لمكافحة البرد، في ظل عدم قدرتهم على شراء وقود للتدفئة، أو ملابس ثقيلة أو أغطية. وتشتد الوطأة على من يعيشون في خيام، إذ ليس بمقدورهم شراء ما يدعمون به جنبات خيامهم حمايةً لهم من قسوة البرد". وفي الأردن، قال لاجئون يعيشون بالقرب من عمان لاوكسفام إن خيامهم "اجتاحتها المياه لمجرد استمرار هطول الأمطار لساعة واحدة فقط". وقالت اوكسفام انها "سوف تبدأ في القريب العاجل بتوزيع مجموعات أدوات خاصة للشتاء في الأردن توفر وسائل حيوية لاتقاء برد الشتاء"، مشيرة الى ان ذلك يشمل "أغطية ودفايات تعمل بالغاز، مع توفير الغاز اللازم لمدة أربعة أشهر لمن يعيشون في شقق، في حين سيحصل من يعيشون في خيام على أغطية، وملاءات بلاستيكية لحماية الخيام من الأمطار والثلوج". اما في لبنان، فبالاضافة لمجموعات أدوات الشتاء، سيتلقى لاجئون مساعدات نقدية أو كوبونات شتوية. واشارت المنظمة الى انها "سوف تبذل كل ما في وسعها لتوزيع مجموعات الشتاء لمساعدة الكثير من العائلات الفقيرة"، مشيرة الى انها "تريد أن تقدم المزيد، لذلك، فهي تحتاج لمساعدة الجمهور". وأطلقت الأمم المتحدة في حزيران/يونيو أضخم نداء في تاريخها لجمع خمسة مليارات دولار من أجل ضحايا الأزمة السورية. واعلن مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس الخميس الماضي من عمان ان الدول المجاورة لسوريا التي تستقبل مئات آلاف اللاجئين السوريين بحاجة الى مساعدة دولية "كثيفة" لمواجهة التدفق الهائل من السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم. وقدرت المفوضية العليا للاجئين الجمعة باكثر من ثلاثة ملايين عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم ومعظهم الى دول الجوار مثل الاردن ولبنان وتركيا ومصر، منذ اندلاع النزاع في اذار/مارس 2011، فيما نزح اكثر من اربعة ملايين شخص في داخل سوريا هربا من اعمال العنف التي اودت بحياة نحو 126 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.