شكلت الصين طوال عقود مقصدا للأميركيين الراغبين في تبني أطفال، لكن المعادلة قد انقلبت اليوم وباتت الولايات المتحدة تستقبل الصينيين الباحثين عن أم بديلة. وتروي سيدة ثلاثينية قصتها لوكالة فرانس برس، مفضلة عدم الكشف هن هويتها. وهي تخبر أنها اكتشفت أنها مصابة بالسرطان قبل ثلاث سنوات وأنه لن يعود في وسعها بالتالي إنجاب الأطفال. وبما أن بويضاتها غير الناضجة كانت لا تزال في حال جيدة، راحت تبحث مع زوجها عن حل بديل. وقررا في نهاية المطاف اللجوء إلى رحم ام بديلة في الولايات المتحدة. فسافرا السنة الماضية إلى الولايات المتحدة حيث قدما البويضات والحيوانات المنوية ومكثا في ولاية تينيسي حيث تعيش الأم البديلة التي ولدت توأمين. وأتم الصينيان المعاملات الرسمية جميعها لهذه العملية التي كلفتهما 150 ألف دولار. وأكدت الوالدة خلال اتصال هاتفي من الولايات المتحدة "حرصت على إتمام المعاملات جميعها وفق الأصول.. وفي الصين لدينا الكثير من المجموعات غير الشرعية التي تتولى حل مشاكل الخصوبة، لكنني لا أثق بالأطباء الصينيين". وتكلف الاستعانة بخدمات أم بديلة في الولايات المتحدة اكثر بثلاثة وأربعين مرة تقريبا متوسط الدخل السنوي في مدينة صينية. وبالتالي فان هذه الخدمات هي حكر على الطبقة الميسورة من الصينيين. وبالاستناد إلى بيانات جمعتها وكالة فرانس برس، أكدت حوالى 10 مجموعات تعنى بتوفير خدمات أمهات بديلات أنها شهدت ارتفاعا ملحوظا في عدد الزبائن الصينيين. وقامت مثلا مجموعة "ذي إيجنسي فور سوروغاسي سولوشنز" التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها بترجمة مستنداتها إلى الصينية وتعيين مستشار يتقن الصينية. وشرحت المديرة كاثرين كاييكوف مانوس أن "ثلث الزلائن باتوا من الصينيين ... ونحن نتلقى اتصالات منهم كل يوم". وبحسب معطيات الجمعية الصينية للتعداد السكاني، تضم البلاد 40 مليون شخص عاقر. وهذه النسبة هي أكثر بأربع مرات من تلك المسجلة قبل 20 عاما. وفي نظر الخبراء، يعزى ارتفاع هذه النسبة بجزء منه إلى التلوث الجوي الشديد التي تعانيه المدن الصينية الكبيرة، بالإضافة إلى أسباب طبيعية وأخرى مرتبطة بالقوانين الصينية. كما أنه يتعذر على الأزواج المثليي الجنس تبني الاطفال في الصين وهم يلجأون بصورة متزايدة إلى الولايات المتحدة. وبعض الأزواج الصينين يتحايلون على ياسة الطفل الواحد ويلجأون إلى خدمات أمهات بديلة. ويقصد أغلبية الأزواج الصينيين ولاية كاليفورنيا حيث المعاملات الرسمية مبسطة والقطاع متطور جدا، على حد قول المحامي أندرو فورتسيمر. وبموجب قوانين هذه الولاية، يوضع اسم الزوجين الصينيين على وثيقة الولادة ولا تذكر الأم البديلة، فتعترف بالتالي السلطات الصينية بالولد. لكن الأهالي الصينيين الذين يقومون بهذه الخطوة يوصمون بالعار عند العودة الى البلاد، وهم يحاولون قدر المستطاع إخفاء فعلتهم.