أظهرت دراسة جديدة أن إنسان النياندرتال كان مثل البشر العصريين، يدفن موتاه. وأكّد باحثون أن النياندرتال، وهم أسلاف للبشر، دفنوا موتاهم في غرب أوروبا بعد أن كانت تخمينات غير مثبتة أشارت إلى أن موقع اكتُشف في جنوب غرب فرنسا عام 1908 هو في الواقع مقبرة. وقال الباحث ويليام ريندو، من مركز البحوث الدولية في الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، إن "هذا الاكتشاف لا يؤكد وجود مقابر للنياندرتال في غرب أوروبا فحسب، بل يشير أيضاً إلى مقدرة متقدّمة لهذه المخلوقات على إنشاء المقابر". وعلى مرّ الدراسة التي استمرت 13 سنة والتي انتهت عام 2012، استكشف الباحثون كهوفاً أخرى في المنطقة عينها، وعثروا على رفات المزيد من النياندرتال إلى جانب عظام لثيران برية وحيوانات رنةّ. وفيما لم يعثر الباحثون عام 1908 على آثار أدوات تؤكد أنه تم حفر موقع الدفن، إلا أن التحليلات الجيولوجية الجديدة حسمت بأن الموقع الذي تم العثور فيه على الرفات لم ينتج عن عوامل طبيعية فحسب. وقال ريندو إن طبيعة الرفات التي تعود إلى حوالي 50 ألف سنة "تشير إلى أنه تمّت تغطيتها بعد وقت قصير من موتها، ما يدعم استنتاجنا بأن النياندرتال في هذا الجزء من أوروبا كانوا يقومون بخطوات لدفن موتاهم". وأضاف "على الرغم أننا لا نعرف بشكل مؤكد ما إذا كان الدفن من الشعائر المتبعة أو أمراً براغماتياً فحسب، إلا أنه يسهم في تخفيف الفوارق السلوكية بينهم وبيننا". يذكر أن الدراسة نُشرت في دورية "بروسيدينغ أوف ناشونال أكاديمي أوف ساينس".