القاهرة - أ.ش.أ
يحتفل العالم الاربعاء باليوم الدولى للمهاجرين 2013 تحت شعار "أنا مهاجر"، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت فى ديسمبر عام 2000، يوم 18 ديسمبر يوما دوليا للمهاجرين بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين فى العالم، كما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نفس اليوم الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم. وتبين الأرقام الجديدة الصادرة فى تقرير إدارة الأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية لعام 2013، إلى ارتفاع عدد المهاجرين إلى 232 مليون شخص أو ما يعادل 3.2 % من سكان العالم يعيشون خارج أوطانهم فى أنحاء العالم، مقارنة بـ175 مليونا فى عام 2000، و154 مليونا فى عام 1990. وعلى امتداد التاريخ البشرى ما فتئت الهجرة تشكل تعبيرا شجاعا عن رغبة الفرد فى التغلب على الظروف المعاكسة والحياة على نحو أفضل. واليوم أدت العولمة إضافة إلى نواحى التقدم فى الاتصالات والنقل إلى زيادة عدد الأفراد الراغبين فى الانتقال إلى أماكن أخرى والقادرين على ذلك. وقد أوجد هذا العصر الجديد تحديات وفرصا للمجتمعات فى جميع أنحاء العالم، كما ساعد فى إبراز الصلة الواضحة بين الهجرة والتنمية، فضلا عن الفرص التى يوفرها للتنمية المشتركة، أى التحسين المتضافر للظروف الاقتصادية والاجتماعية فى بلدان المنشأ والمقصد على حد سواء. ويسعى هذا التقرير إلى استكشاف هذه التحديات والفرص، وإلى تقديم الأدلة على التغييرات الحاصلة حاليا. وهو بمثابة خارطة طريق مبكرة لهذا العصر الجديد من التنقل. وتشير إحصاءات الهجرة العالمية للأمم المتحدة إلى أن هناك العديد من المهاجرين الدوليين ولدوا فى الجنوب الذين يعيشون فى بلدان أخرى فى الجنوب كما هو الحال فى بلدان الشمال، مما يعكس تغير أنماط الهجرة الآسيوية، ولكن على الصعيد العالمى لا تزال الولايات المتحدة الوجهة الأكثر شعبية، وفقا لبيانات جديدة قدمت من قبل الأمم المتحدة. ولم يسبق أبدا أن بلغ عدد الأشخاص الذين يقيمون خارج بلدانهم عددهم اليوم، ففى عام 2013، بلغ 232 مليون نسمة أو 3.2 % من سكان العالم من المهاجرين الدوليين، بالمقارنة مع 175 مليون نسمة فى عام 2000 و 154 مليون نسمة فى عام 1990. وتشمل التقديرات الجديدة توزيعا حسب المنطقة وبلد الوجهة وبلد المنشأ، وحسب نوع الجنس والعمر. ويأوى الشمال أى البلدان المتقدمة 136 مليون مهاجر دولي، بالمقارنة مع 96 مليون مهاجر فى الجنوب أى البلدان النامية، ومعظم المهاجرين الدوليين هم فى سن العمل (20- 64 سنة) ويمثلون 74 % من العدد الإجمالي. وعلى الصعيد العالمى تمثل النساء 48 % من جميع المهاجرين الدوليين. وتشير البيانات إلى أن الهجرة بين بلدان الجنوب لا تقل شيوعا عن الهجرة من الجنوب إلى الشمال . ففى عام 2013، كان حوالى 82.3 مليون مهاجر كانوا قد ولدوا فى الجنوب ويقيمون فى بلدان الجنوب، مما يمثل زيادة طفيفة عن عدد المهاجرين الذين وفدوا من الجنوب ويقيمون فى الشمال . وفى عام 2013 كان المهاجرين من جنوب آسيا أكبر مجموعة من المهاجرين الدوليين الذين يقيمون خارج المنطقة التى ينتمون إليها . ومن مجموع المهاجرين الدوليين من جنوب آسيا الذين بلغ عددهم 36 مليون مهاجر، كان 13.5مليون يقيمون فى البلدان المنتجة للبترول فى غربى آسيا . ومثل المهاجرين الدوليين الذين كان منشأهم فى أمريكا الوسطى بما فيها المكسيك، مجموعة كبيرة أخرى من المهاجرين الذين يقيمون خارج المنطقة التى ينتمون إليها . ومن بين المهاجرين من أمريكا الوسطى البالغ عددهم 17.4 مليون مهاجر، كان حوالى 16.3 مليون مهاجر يقيمون فى الولايات المتحدة. ويشكل الآسيويون وأهالى أمريكا اللاتينية أكبر مجموعات الشتات على نطاق العالم. وفى عام 2013، كان الآسيويون يشكلون المجموعة الأكبر، فكان منهم 19 مليون مهاجر يقيمون فى أوروبا، وحوالى 16 مليون مهاجر يقيمون فى أمريكا الشمالية، وحوالى 3 ملايين مهاجر فى أوقيانوسيا . وكان المهاجرون الذين ولدوا فى أمريكا اللاتينية والكاريبى ثانى أكبر مجموعة من مجموعات الشتات وكانت أكثريتهم حوالى 26 مليون مهاجر يعيشون فى أمريكا الشمالية. وتستضيف أوروبا وآسيا مجتمعين حوالى ثلثى جميع المهاجرين الدوليين على نطاق العالم، ومازالت أوروبا منطقة الوجهة الأكثر رواجا بحيث يقيم فيها 72 مليون مهاجر دولى فى عام 2013، بالمقارنة مع 71 مليون مهاجر يقيمون فى آسيا . ومنذ عام 1990، شهدت أمريكا الشمالية أكبر زيادة فى العدد المطلق للمهاجرين الدوليين، بحيث ازداد عددهم 25 مليون مهاجر، وشهدت أسرع نمو فى نسبة المهاجرين بمتوسط قدره 2.8 % فى العام. وقال جون يلموث مدير شعبة السكان فى إدارة الأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية، إن ثمة مصادر ووجهات جديدة للمهاجرين آخذة فى الظهور، وفى بعض الحالات هناك بلدان قد أصبحت نقاط هامة للمنشأ والعبور والوجهة فى الوقت نفسه. وقد شهدت آسيا بالمقارنة مع مناطق الوجهة الأخرى أكبر زيادة فى عدد المهاجرين الدوليين منذ عام 2000، بحيث ازداد عدد المهاجرين إليها بحوالى 20 مليون مهاجر خلال 13 عاما. وأضاف يلموث، أن هذا النمو نجم بشكل رئيسى عن طريق زيادة الطلب على الأيدى العاملة الأجنبية فى البلدان المنتجة للنفط فى غرب آسيا وفى بلدان جنوب شرق آسيا ذات الاقتصادات التى تنمو بسرعة مثل ماليزيا وسنغافورة وتايلاند. وفى عام 2013، كان نصف مجموع المهاجرين الدوليين يقيمون فى 10 بلدان، فالولايات المتحدة التى تستضيف أكبر عدد منهم 45.8 مليون مهاجر، يليها الاتحاد الروسى 11 مليون مهاجر، وألمانيا 9.8 مليون مهاجر، ثم السعودية 9.1 مليون مهاجر؛ ثم الإمارات 7.8 مليون مهاجر؛ المملكة المتحدة 7.8 مليون مهاجر؛ وفرنسا 7.4 مليون مهاجر؛ ثم كندا 7.3 مليون مهاجر؛ واستراليا 6.5 مليون مهاجر؛ ثم أسبانيا 6.5 مليون مهاجر. وقد شهدت الولايات المتحدة أكبر عدد من المهاجرين الدوليين المطلقة بين عامى 1990 و2013، ما يقرب من 23 مليون مهاجر، أى ما يعادل مليون مهاجر إضافى فى السنة. وسجلت الإمارات ثانى أكبر زيادة وقدرها سبعة ملايين مهاجر، وتليها أسبانيا مع ستة ملايين مهاجر. وفى الحوار الرفيع المستوى بشأن الهجرة والتنمية والذى عقد فى أكتوبر 2013، والذى كان يهدف إلى تحديد تدابير ملموسة لتعزيز التماسك والتعاون على جميع المستويات، بهدف تعزيز فوائد الهجرة الدولية للمهاجرين والدول على حد سواء والروابط الهامة فى التنمية مع الحد من آثارها السلبية .. وقد اعتمدت الدول الأعضاء بالتزكية إعلانا دعت فيه إلى الاعتراف بأهمية مساهمة الهجرة فى التنمية، كما دعت إلى تعاون أكبر للتصدى لتحديات الهجرة غير الشرعية ولتيسير هجرة شرعية منظمة وآمنة. وأكد الإعلان على الحاجة إلى احترام حقوق الإنسان والإعلاء من شأن معايير العمل الدولية، كما أنه أدان إدانة شديدة ظواهر العنصرية والتعصب وشدد على الحاجة إلى تحسين المفاهيم العامة عن المهاجرين والهجرة. وقدم بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة تقريره إلى الجمعية العامة فى أكتوبر 2013، جدول أعمال طموح من 8 نقاط لكفالة نجاح عملية الهجرة للجميع: المهاجرين ومجتمعات المنشأ والمقصد على السواء. وأشار الأمين العام فى ملاحظاته إلى أن الهجرة هى تعبير عن التطلعات الإنسانية نحو الكرامة والأمن والمستقبل الأفضل، وهى جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعى ومكون من مكونات أسرتنا الإنساني. وكان البنك الدولى قد أصدر أحدث بيانات التحويلات العالمية والتى تظهر أنه من المتوقع تحويل المهاجرين من البلدان النامية لمبلغ 414 مليار دولار فى عام 2013، وهو ارتفاع بنسبة 6.3 % عن العام السابق، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 540 مليار دولار بحلول عام 2016.