بعد ما يقرب من مائة عام على غرقها ظهر حطام غواصة ألمانية تعود إلى الحرب العالمية الأولى وهي متآكلة ويكسوها الصدأ بعد أن كانت تلحق الدمار بالدفاعات البريطانية خلال الحرب العظمى. وأوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الغواصة التي وصفتها - بالوحش - من تقطعت بها السبل على السهول الطينية قبالة سواحل كينت البريطانية.. حيث كان فيما مضى يظهر طرف قمة الغواصة فقط على فترات بسبب الأمواج، غير أن الجزر الذي تلى العاصفة كشف الغواصة بحيث يمكن رؤيتها أكثر أكتمالا من المعتاد. ويقول الخبراء إن الغواصة الألمانية التي كانت ترقد في نهر ميدواي في كينت منذ عام 1921، أصبحت مرئية في المياه البريطانية اليوم.. ويعتقدون أنها كانت واحدة من بين أكثر من مائة غواصة من طراز يو بي -122 استسلمت للبريطانيين في نهاية الحرب العالمية الأولى.. تم إرسال بعضا منها للانضمام إلى القوات البحرية الفرنسية، بينما تم إزالة محركات البعض الأخر لإعادة استخدامها في مصانع الأسمنت في هالستيد في كينت قبل أن يتم تفكيكها.. وأنه لسبب ما لم يتم التخلص منها بالكامل وظلت في نهر ميدواي منذ ذلك الوقت. وأشارت الصحيفة إلى أن الألمان كان لديهم سلاح فتاك - الغواصة - قاموا بنشره خلال الحرب العالمية الأولى وعاث فسادا في الدفاعات البريطانية قبل أن يستسلموا للقوات البريطانية في نهاية الحرب. وقال مارك دونكلي - من التراث الإنجليزي: "في حين أن ما تبقى من الغواصة في ميدواي ليس اكتشافا جديدا، فإنه لا يزال بمثابة تذكرة لأولئك الذين ضحوا بحياتهم في البحر خلال الحرب العالمية الأولى". يشار إلى أن الألمان استخدموا الغواصات من أجل إلحاق خسائر فادحة في أسطول السفن التجارية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى.. وفي شهر يوليو الماضي اكتشف فريق من المستكشفين مقبرة من السفن البريطانية والألمانية التي غرقت خلال الحرب العظمى.. حيث عثر على ما مجموعه 41 غواصة ألمانية من طراز يو -122 بالإضافة إلى 3 غواصات بريطانية على عمق يصل إلى 50 قدم على مقربة من السواحل الجنوبية والشرقية لإنجلترا. ولا تزال العديد من الغواصات الألمانية التابعة لبحرية الإمبراطورية الألمانية تعتبر في عداد المفقودين حتى يومنا هذا بشكل رسمي. وتم تقديم قوائم مفصلة حول الغواصات الألمانية التي فقدت منذ وقت انتهاء الحرب في نوفمبر عام 1918، ولكن لا يزال الغموض يكتنف مصير العديد منها. يذكر أنه في 5 سبتمبر 1914، أغرقت غواصة من طراز يو إس إم 21، والتي كانت تعتبر في بداية الأمر غير واعدة، الطراد البريطاني السريع إتش إم إس باثفايندر، لتعتبر بذلك أول سفينة يتم إغراقها من قبل غواصة باستخدم طوربيد ذاتي الدفع. وفي فبراير عام 1915 أعلنت ألمانيا أن البحر حول الجزر البريطانية منطقة حرب وبدأت معركة الغواصات من طراز يو.. ولم يقدم قادة الغواصات الألمانية - الذين وصفتهم الصحيفة بلا يرحمون - أي حماية للسفن التي تعبر تلك المنطقة وترفع علما محايدا، حيث تلقوا أوامر بالتأكد تماما بأن السفينة محايدة حتى يتم تجنيبها المصير المحتوم. ومن اللافت للنظر أن أول نسخة من الغواصة - والتي أطلق عليها براندتوتشر- لم تكن تقدم أي بريق أمل حيث غرقت في أول أختبار غوص لها.. غير أنه تم تطوير الغواصات بشكل أكبر و أكثر نجاحا، وتم تجهيزها بالأسلحة الفتاكة التي جعلت منهم إضافة حاسمة إلى ترسانة الأسلحة في ألمانيا. وفي بداية الحرب العالمية الأولى، كان لدى ألمانيا 29 غواصة من هذا الطراز; وفي الأسابيع العشرة الأولى، فقدت خمسة طرادات بريطانية بسببها.. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، كان لايسمح لألمانيا من الناحية الفنية بإمتلاك غواصات أو طواقم الغواصات - غير أنها استمرت في استثمار المال والوقت والرجال في بناء المزيد من الغواصات استعدادا للحرب العالمية الثانية.