القدس المحتلة ـ بنا
تظاهر أكثر من ألفي لاجئ إفريقي الليلة الماضية في "تل أبيب" ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى تركيز اللاجئين الأفارقة في معسكرات اعتقال و"معسكرات" عمل في النقب ، لإبعادهم عن المدن الإسرائيلية بدلا من الاعتراف بحقوقهم كلاجئين فروا من أوطانهم بسبب الخطر الذي يهدد حياتهم. وردد المتظاهرون، في أكبر مظاهرة نظمها لاجئون أفارقة في إسرائيل، بعد أن نظموا مسيرتي تحرر من معسكرات الاعتقال والعمل في النقب، شعارات تنادي بالحرية ، فيما انتشرت الشرطة الإسرائيلية بأعداد كبيرة، وحاولت تطويق المتظاهرين. وقد اندلعت خلال التظاهرة مواجهات بين الشرطة واللاجئين بعد أن انضم الآف اللاجئين الإريتيرين الذي يعيشون في تل أبيب إلى المظاهرة، وسارت المظاهرة في شوارع تل أبيب الرئيسة حتى وصلت إلى الساحة المركزية المجاورة لمبنى مسرح "هبيما"، حيث كانت القوات الخاصة بانتظارهم والتي اعتقلت إسرائيليا ناشطا في جمعيات حقوق الإنسان بشبهة تنظيم المظاهرة. كان أعضاء في الكنيست من الائتلاف الحكومي، في مقدمتهم "أوفير أكونيس" المقرب من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، قد اتهموا الأسبوع الماضي اليسار الإسرائيلي وجمعيات حقوق الإنسان بتحريض اللاجئين الأفارقة، وحثهم على كسر قيود البقاء في معسكرات الاعتقال، والعمل في الجنوب والفرار منها. جاء ذلك إثر تنظيم اللاجئين الأفارقة الأسبوع الماضي، رغم برودة الطقس، مسيرات عفوية خرجت من مقار تجميعهم في معسكر "حولوت" باتجاه القدس، حيث تظاهروا أمام مقر نتنياهو، وقامت شرطة الهجرة بتفريقهم واعتقالهم. من جهته، أعلن نتنياهو، الأسبوع الماضي، أن من يرفض البقاء في "منشآت" تجميع اللاجئين سيتم ترحيله إلى وطنه الأصلي، زاعما أن الأفارقة ليسوا لاجئين ، "وإنما هم مهاجرون يشكلون خطرا على هوية إسرائيل".