كييف ـ أ.ف.ب
اعرب قادة المعارضة الاوكرانية عن خيبتهم الخميس اثر المفاوضات مع الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش والتي انتهت بتنازلات هزيلة، داعين المتظاهرين الى الابقاء على حال التعبئة من دون اراقة للدماء. واثر محادثات استمرت اربع ساعات، اعتبر احد قادة الحركة الاحتجاجية ارسيني ارسينيوك ان ثمة "فرصا كبيرة" لانهاء "حمام الدم" في البلاد. لكنه ظهر، شأنه في ذلك شأنه باقي زعماء المعارضة، اقل تفاؤلا في مواجهة المتظاهرين الذين تجمعوا بالالاف في ساحة الاستقلال. واعتبر المعارض القومي اوليغ تياغنيبوك ان الرئيس اقترح على المعارضة الانسحاب من شارع غروتشيفسكي التي شهدت اعمال عنف منذ الاحد، مقابل اخلاء ساحة الاستقلال التي يحتلها المعارضون منذ شهرين والواقعة على بعد مئات الامتار من الشارع المذكور. واكدت وزارة الداخلية هذين الاعلانين في بيان. ومن المقرر اجراء محادثات جديدة من دون معرفة موعدها. وطلب الرئيس الخميس دعوة البرلمان الى جلسة استثنائية من المزمع عقدها الثلاثاء. من جهتها، طلبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل حصول "نتائج ملموسة بينها (...) سحب" القوانين التي تحد حرية التظاهر والتي تم اقرارها الاسبوع الماضي. وقال الزعيم المعارض ارسيني ياتسنيوك للصحافيين لدى خروجه من مقر الرئاسة الاوكرانية "هدفنا كان وقف حمام الدم والفرص كبيرة جدا". ولم يكشف رئيس حزب باتكيفتشتشينا (الوطن) المعارض عن مضمون هذه المحادثات. وخرج الملاكم السابق فيتالي كليتشكو الذي حضر اللقاء، من دون الادلاء باي تعليق. وكان الشارع الاوكراني يترقب ردة فعله: فقد شهد ظهر الخميس هدنة في المواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب الذين يتواجهون منذ الاحد في شارع غروتشيفسكي، ووعد بالكشف عن نتيجة المفاوضات مساء الخميس. وقبل مداخلته، كان الوضع متوترا صباح الخميس في المكان حيث القى المتظاهرون الزجاجات الحارقة والحجارة على رجال الشرطة الذين ردوا باطلاق قنابل صوتية. وفي وقت سابق الخميس، بدا فيكتور يانوكوفيتش كأنه يظهر رغبة في الانفتاح وطلب من رئيس البرلمان فلاديمير ريباك بدعوة النواب الى جلسة استثنائية بهدف البحث عن "حل سريع" للازمة. واعتبر ريباك ان مسألة استقالة الحكومة يجب ان تكون جزءا من المواضيع المطروحة خلال هذه الجلسة المقررة الثلاثاء. ودعا الاتحاد الاوروبي مجددا الى الحوار واعلن عن زيارة لوزيرة خارجيته كاثرين اشتون الاسبوع المقبل سعيا لتسهيل المحادثات. وحث رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الرئيس الاوكراني خلال محادثة هاتفية على "القيام بحوار على اعلى مستوى"، وحصل منه على ضمانة بان السلطات الاوكرانية لن تعلن حالة الطوارئ في البلاد، وفق المفوضية. وطلبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من الحكومة الاوكرانية "ضمان الحريات الاساسية" و"عدم استخدام العنف". وفي الولايات المتحدة، حض نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الرئيس يانوكوفيتش على ايجاد "حل سلمي" للازمة محذرا اياه من ان استمرار اعمال العنف سيكون له "تبعات" على العلاقات بين البلدين، وذلك خلال محادثة هاتفية بينهما. ومساء الاربعاء قال ارسيني ياتسينيوك زعيم حزب المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو امام عشرات الالاف من انصاره "هناك حلان هما وقف سفك الدماء وابقاء كل الموجودين في ساحة الاستقلال على قيد الحياة". واضاف امام عشرات الاف الاشخاص "في حال لم يتم اعتماد هذا الخيار اقول شخصيا انني لن اعيش في العار. سنمضي جميعا قدما حتى اذا كانت النتيجة رصاصة في الرأس". وفي وقت بدا المتظاهرون في حال من التعبئة الشديدة الخميس في كييف، فإن الاف الاشخاص خارج العاصمة تظاهروا امام مكاتب عدد من الحكام الاقليميين المعينين من جانب يانوكوفيتش، خصوصا في غرب اوكرانيا الذي ترتفع فيه نسبة التأييد للحركة الاحتجاجية. وفي لفيف، اقتحم المتظاهرون مكاتب الحاكم الاقليمي اوليغ سالو الذي قدم استقالته بعد تهديده بالسجن قبل التراجع فور اطلاق سراحه. وتطالب المعارضة بالدعوة الى انتخابات مبكرة لانهاء الحركة الاحتجاجية التي نشأت قبل شهرين اثر رفض يانوكوفيتش التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي لمصلحة التعاون مع موسكو. واستعادت الحركة زخمها بعد اقرار قوانين تشدد العقوبات على المتظاهرين الاسبوع الماضي، وتحولت منذ الاحد الى حركة عصيان مدني. وازدادت حدة المواجهات الاربعاء. واحصت المعارضة سقوط خمسة قتلى وحوالى 300 جريح خلال المواجهات. وبحسب موقع اوكراينسكا برافدا فإن اربعة اشخاص من القتلى الخمسة قضوا بالرصاص. الى ذلك، عثر على جثة شخص في ضاحية كييف الاربعاء تم التعريف عنه على انه ناشط مفقود منذ ايام عدة، بحسب تصريحات ادلى بها اقرباء له على وسائل اعلام اوكرانية. وتحدثت السلطات عن توقيف 73 شخصا منذ الاحد وتبع ذلك ايداع 21 شخصا السجن. من جهتها وعدت روسيا التي منحت اوكرانيا خطة انقاذ مالي بقيمة 15 مليار دولار، بعدم التدخل معربة عن "قناعتها" بان السلطات الاوكرانية "تعرف ما يجب القيام به وستجد الحل الانسب لعودة الوضع الى طبيعته في البلاد وفرض الامن والسلام". ودعا الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما الى التدخل شخصيا لايجاد حل تفاوضي للازمة.