روما - ا.ف.ب.
تنوي ايطاليا زيادة اماكن استقبال المهاجرين ثلاثة اضعاف امام تدفقهم بينما استأنف الغطاسون عمليات البحث عن جثث مئات المهاجرين الذين قضوا في غرق زورق الخميس في لامبيدوزا. واعلن رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا انه دعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الى القدوم الى الى جزيرة لامبيدوزا "ليلاحظ بنفسه" ما وقع هناك، مؤكدا انه "سيقوم بزيارة صباح الاربعاء". واعلنت وزيرة الاندماج الايطالية من اصل كونغولي سيسيل كينج المتوقع ان تنتقل الاحد الى لامبيدوزا في تصريح لصحيفة كوريري ديلا سيرا ان مراكز المهاجرين ستتعزز وسيرتفع عدد الاماكن فيها من "8 الى 27 الف مكان". واستؤنفت عليمات البحث عن الجثث بعد ظهر الاحد بقليل في حين لم يتم انتشال سوى 111 جثة منذ ان غرق زورق المهاجرين الذي كان يتكدس فيه ما بين 480 الى 520 صوماليا واريتريا ابحروا من السواحل الليبية بعد ان نشب حريق على متنه فجر الخميس قرب الجزيرة الصقلية، وتم انقاذ 155 مهاجرا فقط بينما تتوقع السلطات ان ترتفع حصيلة القتلى الى ما بين 300 الى 360. واتجه الناجون السبت الى مستودع في المطار صففت فيه الجثث قبل وضعها في النعوش لالقاء اخر نظرة على اقاربهم في مشهد حزين جدا. وصرح ليوناردو ريتشي الناطق باسم الشرطة الجمركية لفرانس برس "هناك ثلاث فرق تعمل بالتداول كل ساعتين ونظرا للعمق لا يمكن ان يبقوا تحت سطح البحر الا ما بين ستة الى سبعة دقائق"، وتوقفت السلطات الجمعة عن انتشال الجثث. وقال قبل ذلك بقليل "اننا نحقق في معطيات (البحر) ونأمل الاستئناف في الساعة 14,00 (12,00 ت غ)"، مشيرا الى العملية الصعبة لانتشال الجثث العالقة منذ الجمعة في قعر البحر بسبب هيجان البحر. وتتوقع السلطات تعويم الزورق القابع على عمق 47 مترا في قعر البحر على مسافة نحو 500 متر من السواحل اذا اقتضى الامر. وكان روكو كانل صاحب مدرسة غطس اول من نزل وقال لفرانس برس "لن انسى ابدا ما رأيته"، راويا انه راى اولا عشرين جثة "مغطاة جزئيا بالرمل" الى جانب حطام الزورق ثم "جثث اخرى مكدسة في الداخل". واكدت السلطات ان الناجين طلبوا اعادة الجثث الى اريتريا الخاضعة لنظام ديكتاتوري حاولوا الفرار منه، بينما سيتم استقبال الناجين في روما بناء على اقتراح من رئيس البلدية الاشتراكي انيازيو مارينو. وتواجه جزيرة لامبيدوزا التي فيها مركز استقبال مكتظ بالف شخص بينما لا تتجاوز قدرته على استيعاب 250، وكل ايطاليا تدفقا استثنائيا من المهاجرين اذ ان ثلاثين الف منهم وصلوا الى شبه الجزيرة منذ مطلع 2013. وتوصلت روما الى ادراج مسالة الهجرة في جدول عمل اجتماع وزاري ينعقد الثلاثاء في لوكسمبورغ. وترى ايطاليا على غرار بلدان اخرى في جنوب اوروبا مثل اليونان واسبانيا، انها تتحمل عبأ ثقيلا جدا وتريد مزيدا من التنسيق لمراقبة السواحل خصوصا في ليبيا وتونس من حيث تبحر الزوارق غير الشرعية وقالت منظمات غير حكومية ان ما بين 17 الى 20 الف مهاجر لقوا حتفهم في محاولة عبور المتوسط خلال السنوات العشرين الاخيرة. كذلك اعرب رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت عن رغبته في عقد اجتماع حول هذا الملف على اعلى مستوى اوروبي. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد ان باريس قد تدرج على جدول اعمال المجلس الاوروبي في 24 و25 تشرين الاول/اكتوبر مسالة الهجرة على اثر ماساة لامبيدوزا. وشددت الوزيرة كينج على ان "تدفق المهاجرين قد تغير" واصبح خصوصا يتعلق بلاجئين فارين من النزاعات اكثر منهم مهاجرين اقتصاديين وقالت ان "القوانين لا يجب ان تكون عقابية". كذلك دعت كينج الى تغيير الاجراءات في ايطاليا التي تعتبر، منذ قانون صادقت عليه حكومة برلوسكوني، كل المهاجرين "مشتبه فيهم" من المهاجرين غير الشرعيين وتعاقب الاشخاص الذين يساعدونهم. وقد اعتقل صاحب الزورق الذي كان ينقل مهاجرين غير شرعيين ابحر من مصراتة وهو تونسي (35 سنة). وقام اصحاب اربعة زوارق صيد السبت بتكريم للضحايا القيت خلاله باقات من الزهور في مكان الغرق، لكن جدلا اندلع حول الاشتباه في ان يكون بعضها تجاهل نداءات استغاثة المهاجرين وخفر السواحل الذين بدأوا يصورون المشهد قبل التدخل. وقال سلفاتوري مارتيلو رئيس نقابة صيادي السمك محتجا في حديث مع فرانس برس ان "البحار الحقيقي لا يترك ابدا اي شخص في البحر"، مذكرا بان صيادي لامبيدوزا، وهي اقرب الى سواحل افريقيا منها الى بقية مناطق صقلية، "معتادين على انقاذ" المهاجرين. ونشرت اسبوعية ليسبريسو عريضة تطلب منح جائزة نوبل للسلام للجزيرة وجمعت 37 الف توقيع.