موسكو - وكالات
يبدو أن الخوف من أن تتحقق نبوءة شعب المايا، بنهاية العالم يوم 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري، هاجس استبد بالشعب الروسي، حتى إن الحكومة اضطرت لتوجيه مسئوليها بضرورة العمل على تهدئة تلك المخاوف، بينما يمضي الأفراد الروس قدماً في شراء المؤن، وتخزينها تحسباً لقيام الساعة. والمايا، قبائل هندية، أسست حضارة مدنية بلغت أوج تألقها في القرن الثالث الميلادي، ويسكن شعب المايا في أجزاء كبيرة من منطقة أميركا الوسطى، التي تعرف حالياً بجواتيمالا، ودولة بليز، وهندوراس، والسلفادور. وقد ظل الروس في جميع أرجاء الدولة، منهمكين لأكثر من شهر في شراء الشموع، والملح، والمصابيح اليدوية، تحايلاً منهم على نبوءة، يعتقد البعض بأنها ستتحقق مع انتهاء تقويم المايا، يوم الجمعة المقبل. في مدينة نوفوكوزنتسك، الشهيرة بمناجم الفحم، أُفرِغت أرفف المحال التجارية من سلعة الملح، الشهر الماضي، حيث بدأ السكان يعدون العدة للبقاء حتى بعد نهاية العالم. وقد غُصت منتديات الإنترنت، بأناس تبادلوا فيما بينهم معلومات حول ما يتسنى لهم تناوله من طعام بعد فناء الجنس البشري، الجمعة المقبلة. وحث وزير الطوارئ فلاديمير بوشكوف، الروس للاتصال بخط وزارته الساخن، إذا داهمتهم أي مخاوف، وقال نائبه سيرجي أنيكييف: "نحن لا نؤمن بخرافة نهاية العالم، لكننا على استعداد لمساعدة الناس تحت أي ظرف طارئ". وأبدى ألكسندر كولومييتس، نائب رئيس الاتحاد الروسي للأطباء النفسانيين، أسفه للهوس الذي استبد ببلاده بشأن نبوءة نهاية العالم، قائلاً: "إن هناك أناساً عرضة للأمراض العقلية، وأحسب أن معظمهم موجودون في بلدنا هذا". وبرز من بين أولئك المسئولين والأطباء وعلماء النفس، الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، الذي ذكر في موقعه على الإنترنت، الأسبوع الماضي، أن الناس يشترون الشموع بحجة أن نهاية العالم وشيكة، وتساءل: "ألا يعي أحد أن الساعة إذا أزفت فلن تنفعهم الشموع؟".