برلين ـ وكالات
تجتاح هستيريا "نهاية العالم" المزعوم حدوثها بحلول 21 كانون الأول/ديسمبر حسب تقويم المايا، مناطق مختلفة من العالم، وفيما يبحث البعض عن مخابئ، يحذر العلماء من الانجرار وراء الخرافات، لكن هناك يروج للأمر لأغراض تجارية. انتقدت جمعية البحث العلمي الألمانية لعلوم ما وراء الطبيعة "نشر الفزع" بشأن يوم القيامة المزعوم. وقال بيرند هاردر الذي يعمل منذ أكثر من عشرين عاما على موضوعات خارقة للطبيعة وغامضة "خلال أوقات كهذه يظهر معدومو الضمير ويبيعون للناس أشياء بدافع الخوف. "هذا أسلوب قديم جدا.. أولا أن تخلق حالة من الخوف ثم تبيع سلعا مثل المخابئ الحصينة والتمائم وإرشادات النجاة". وأضاف "لحسن الحظ اعتقد أن اغلب السكان لا يؤمنون بنهاية العالم، بل إن انطباعي هو أن الناس يتطلعون لهذا التاريخ بنوع من الأجواء الاحتفالية". وفي مدينة دريسدن بولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا تزهو مكتبة الولاية بما تقول انه "أقدم كتاب عن حضارة المايا وأقيمها". وقالت المتحدثة باسم المكتبة كاترين نيتشكه "لا يمكنك قطعا أن تجد نهاية العالم في التقويم". حذرت ريجوبيرتا منشو، إحدى زعيمات السكان الأصليين في جواتيمالا والحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1992، من أن التفسير الحالي لتقويم المايا "موصوم بالرأسمالية الحديثة". وقالت إن الضجة المثارة حول المخاوف المتعلقة بنهاية العالم تقوم على قراءة خاطئة لتقويم حضارة المايا القديمة. وأوضحت أن "الإثارة تهيمن علينا، ولكن الشيء الجيد هو أن جميع هذه التوقعات ستنتهي في 21 من ديسمبر/ كانون الأول، ومن ثم يمكننا نحن بوصفنا ننتمي إلى المايا أن نتحدث عن اليوم الثاني والعشرين من الشهر". وشدد خبراء على أن المايين تحدثوا فقط عن 21 كانون أول/ ديسمبر 2012 كنهاية عصر وبداية آخر، وليس كنهاية العالم على وجه الإطلاق. في سياق متصل افتتح مخبأ شوننبورج أبوابه، وهو حصن خرساني أعد لحالات الانفجار النووي، على مشارف بلدة هونسباخ شمال شرق فرنسا على الحدود بين فرنسا وألمانيا. وقال مسؤولون إنهم سيفتحون المخبأ لمن يريد التحصن به ضد أحداث يوم القيامة. وأوضح ايريك هالتر من اتحاد أصدقاء خط ماجينو الذي يضم عددا كبيرا من التحصينات والمخابئ على الحدود الفرنسية مع ألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورج وإيطاليا التي شيدت في أعقاب الحرب العالمية الأولى تحسبا لحدوث هجوم من هذه الدول على فرنسا، أن "المخبأ يمكن أن يوفر حماية للمتحصنين به في حالة إذا ما اشتعل العالم فعلا". ذكرت وسائل إعلام حكومية أن السلطات الصينية اعتقلت زهاء ألف شخص في إطار تكثيف حملتها على طائفة "الإله القدير" الدينية التي تتنبأ بانتهاء العالم. وأوضحت صور نشرت على مدونات صغيرة على شبكة الانترنت أن مئات من أعضاء هذه الطائفة اشتبكوا مع أفراد من الشرطة الصينية على مدى أسابيع وأمام مبان حكومية بإقليم هينان وسط البلاد وشانشي في الشمال وقانسو في جنوب غرب البلاد.