نيويورك ـ العرب اليوم
إضافة الأعشاب إلى الطعام تعتبر نصيحة غذائية ذات قيمة عالية بدلاً من تناول الكعك أو وجبة القرنبيط المعد على البخار. ولكن في حالة الأعشاب، فليست هناك حاجة إلى عزيمة فوق طاقة البشر لتحويل ولائك إلى تلك الذرات الصغيرة ذات اللون البني والأخضر. فهذه الأعشاب لذيذة وغنية بالمواد المضادة للأكسدة بما يكفي لتبرير تجنب إضافة الملح إلى الطعام. وبالنسبة لممارسي رياضة الركض، فمن المهم جداً إضافة الكثير من المواد المضادة للأكسدة في النظام الغذائي الخاص بهم. وذلك لأنه عندما تركضين لفترة طويلة، فإنك تحصلين على الكثير من الأوكسجين الذي يعد جزيئا غير مستقر. فبمجرد دخوله إلى الجسم، تقوم هذه الجزيئات بتغيير شكلها وأكسدة الجزيئات الأخرى. وممارسة رياضة الركض بشكل مكثف تتسبب في المزيد من الأكسدة. وهذه الأكسدة تضر الأنسجة على المدى القصير في شكل وجع في العضلات، وعلى المدى البعيد يمكن أن تسهم في الإصابة بمرض القلب والسرطان. وبما أن ممارسة التمارين الرياضية تساعد في عملية الأكسدة، فإنه من الأهمية بمكان للعدائين ضمان حصولهم على نسبة كافية من المواد المضادة للأكسدة في نظامهم الغذائي، وذلك بحسب ستيفن فولكنر خبير في الطب الجزيئي (الشفاء الغذائي) في دنكان، كولومبيا البريطانية. فالمواد المضادة للأكسدة تساعد في درء الضرر الذي تتسبب فيه جزيئات الأوكسجين الضارة لخلايا جسمك. وعلى الرغم من أنه قد جرت العادة على إعتبار الفواكه والخضراوات من أفضل مصادر مضادات الأكسدة الغذائية، فإن تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية (USDA) لمجلة "الزراعة وكيمياء الغذاء" يقول إن الأعشاب التقليدية الموجودة بالمطبخ غنية بالمواد المضادة للأكسدة دون غيرها من المواد. على سبيل المثال، التوابل الطازجة تحتوي على 42 ضعف مضادات الأكسدة الموجودة في التفاح وأربعة أضعاف مضادات الأكسدة الموجودة في العنب البري. ونحن هنا لا نطلب منك تناول طبق ممتلئ بالتوابل، ولكن مجرد رشة من ملعقة التوابل على البيتزا يوفر كمية كافية من مضادات الأكسدة. ويعتبر العشب أيضاً مصدرا غنياً بالمواد الغذائية، بما في ذلك فيتامين A، والنياسين والفسفور والبوتاسيوم والحديد، والكالسيوم والزنك. كذلك أيضاً فإن التوابل، مع نكهتها القوية، تعطي نكهة فريدة للأطباق التي تصنع من الطماطم وصلصة المعكرونة وتعطي الدجاج بشكل خاص مذاقا رائعاً. أيضاً البردقوش الحلو، بنكهته الترابية، تم تصنيفه من بين أهم مضادات الأكسدة في تقرير وزارة الزراعة الأميركية. فهو يحتوي على كمية عالية من التانين أيضًا الذي يساعد في هضم الأطعمة ويعتبر مثالياً للطبخ في فصل الشتاء ولا غنى عنه في فصل الخريف. وهذا النوع من الأعشاب يمكن إضافته بشكل خاص إلى البيض والنقانق واللحم وأطباق الجبن المختلفة. ومن بين الأعشاب الأخرى القوية المذكورة في التقرير هناك شجرة الغار (ورق اللوري) والشبت والزعتر والروزماري (اكليل الجبل) والمريمية. فبالإضافة إلى أنها غنية بكميات عالية من مضادات الأكسدة إلا أنها أيضاً تعتبر من النكهات الخالية من الدهون التي يمكن إضافتها إلى الوجبات دون خوف من زيادة السعرات الحرارية. أوراق الكستناء المنعشة تعتبر مثالية في الحساء واليخنات في شهر الشتاء. والنكهة الحمضية في الشبت تستساغ جيداً مع السمك والبطاطا، وصلصات السلطة. الزعتر -وهو من أعشاب البحر المتوسط- يفضل مع أطباق اللحوم والدواجن، أما الروزماري العطري فيعطي لحم الضأن مذاقاً لا يمكن نسيانه. في حين المريمية يفضل إضافته إلى النقانق والمحاشي كما يعطي أيضاً نكهة قوية في الأطباق النباتية.