خلصت دراسة قادتها جامعة "إلينوي" الأميركية إلى أن غذاء نحل العسل يؤثر على قدرة النحل على مقاومة الأمراض التي تلم به. إذ تزيد بعض مكونات الرحيق وحبوب اللقاح التي تجمع لصنع الغذاء لدعم الخلية، من مقدار الجينات المزيلة للسموم، مما يساهم في إبقاء النحل بصحة جيدة. تنظيف السموم وتوظف العديد من الكائنات الحية مجموعة إنزيمات تدعى "سيتوكروم بي 450" لتحطيم المواد الدخيلة مثل المبيدات الحشرية والمواد الموجودة بشكل طبيعي في النباتات والمعروفة بالمواد الكيميائية النباتية. غير أنه، بشكل نسبي، هنالك جينات قليلة في النحل مخصصة لعملية إزالة السموم مقارنة بأنواع الحشرات الأخرى. وتوضح قائدة البحث "ماي بيرينبوم"، بحسب ما نقله تقرير أخير لمجلة "ساينس ديلي"، أنه انطلاقا من أن النحل يقتات على مئات الأنواع المختلفة من الرحيق وحبوب اللقاح، فإنها تعرض نفسها للكثير من المواد الكيميائية النباتية المختلفة، غير أنها تتحصن بنحو ثلث إلى نصف مخزون الإنزيمات التي تفتت هذه السموم إذا ما قورنت بأنواع الحشرات الأخرى. نظام غذائي والمسألة العلمية المحيرة التي واجهت فريق البحث هي تحديد أي من جينات بي 450 في جينوم عسل النحل تستخدم لاستقلاب مكونات نظامها الغذائي الطبيعي، وأيها لاستقلاب المبيدات الصناعية. إذ يختلف كل إطار للعسل (في خلية نحل العسل) بشكل كيميائي عن إطار العسل في رحيق آخر. فمثلا إن كنت لا تعلم ما هي وجبتك المقبلة، فكيف سيحدد نظام إزالة السموم الخاص بك الإنزيمات اللازمة لتوظيفها. نتائج أظهر البحث الذي أجرته "بيرنبوم" وزملاؤها أن حمض "بي-كومارك"، المحفز الأقوى للجينات المزيلة للسموم، لا يُفعل جينات بي 450 فحسب، بل يمثل كل نوع آخر من تلك الجينات في الجينوم. وهذه إشارة إلى إمكانية تشغيل هذا الحمض للجينات المناعية لنحل العسل، التي ترمز للبروتينات المضادة للميكروبات. وتوجد أيضا مكونات أخرى في العسل عبارة عن محفزات فعالة للإنزيمات المزيلة للسموم.