دمشق - نور خوام
أكد الدكتور أبو حذيفة، أن مستشفيات حلب السبعة، لا تستطع الصمود في تقديم الخدمات، لأن المواد الطبية والوقود، بدأت بالنفاذ من وحدات العناية المركزة.
وأضاف في شريط فيديو أذاعته جمعية "أطباء بلا حدود"، "إننا أحيانا نضطر لإيقاف آلة انعاش الحياة للمريض الميؤوس منه، لاستخدامها مع أخر فرصة للبقاء على قيد الحياة، وأننا لم نفعل ذلك من قبل، فهناك نحو 250,000 شخص محاصرين في منطقة يسيطر عليها المتمردون ولا يوجد سوى 35 طبيبًا لرعاية الجرحى، وذلك أثناء حالة من المعارك الشرسة سواء الضربات الجوية أو الطلقات النارية التي يطلقها القناصة، ووجود الجرحى على مدار اليوم يعني أن الدكتور حذيفة ينام بالكاد".
وأوضح الدكتور لمنظمة أطباء بلا حدود، قائلًا "إننا نتناول الطعام أو نقوم بالصلاة في الفترة ما بين إخراج أحد المرضى وإدخال أخر، فنحن نعمل تقريبًا 24/7 ونقوم باستقبال الجرحى على مدار الساعة". وتابع "نحن نحاول أن ننام لمدة نصف ساعة، لكسب القوة لإجراء عمليات جراحية أخرى -وفي بعض الأحيان نحاول أن نسترق قيلولة بين العمليتين".
وواصل "لقد اعتدنا على المشاهد اليومية للقصف الشامل، وعندما تكون المستشفيات مزدحمة بالجرحى، فأننا نقوم بتخطي المرضى للوصول إلى المرضى الآخرين المحتاجين. كما أننا ندعو أي شخص مناسب للمساعدة في غرفة الطوارئ -من الموجودون في المشفى وعمال النظافة، وكذلك العاملين في مجال الصحة. ونكلفهم بالضغط على جروح المرضى التي تنزف، والقيام بعمل الضمادات الأساسية ونقل المرضى إلى غرفة العمليات، وأن انتشار الجرحى في كل مكان هو المشهد العام. ولست متأكدًا إذا كان هذا أمر طبيعي أم لا، لكننا اعتدنا على هذا المشهد لأنها واحدة ومتكررة، وعلينا أن نتعامل مع هؤلاء الضحايا والتعامل معهم في أسرع وقت ممكن بما لدينا من إمكانيات ومع ما تستطيع مستشفياتنا أن توفره، لا يهم قلتها أو ندرتها".
واستطرد "هناك نقص في الإمدادات الطبية وكذلك الأدوية وطاقم العناية المركزة. كما أنه ليس من الممكن نقل المرضى المصابون للعلاج في الخارج أو حتى في تركيا، بسبب الحصار في منطقة حلب الشرقية". ويأتي عدم وجود الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية من بين مخاوف الدكتور حذيفة الكثيرة، إضافة إلى وعدم وجود مساحة كافية داخل وحدة العناية المركزة، وعدم وجود دم كافي، وذلك لأن معظم سكان شرق حلب تبرعوا بالدم أكثر من عشر مرات، كما أن عدم توافر الحليب الأطفال كان من ضمن هذه المخاوف.
وكشفت المجموعة الدولية أنه على الرغم من الهدنة الإنسانية في شمال المدينة، إلا أن هناك مخاوف من أن هناك عددًا متزايدًا من الأطفال المصابين بالفعل، بسبب القنابل العنقودية، والذين لا يستطيعون ترك المدينة للعلاج أو الذين يعانون من جراح غير قابلة للعلاج باستخدام الإمكانيات الطبية الموجودة. واستخدمت حملة "إنقاذ الطفولة" تصريح مركز توثيق الانتهاكات، وهي مجموعة سورية تتعقب انتهاكات حقوق الإنسان، بتسجيل 137 حالة هجمات بالقنابل العنقودية في حلب في الفترة من 10 ايلول/سبتمبر حتى 10 تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلن المركز أن الهجمات ازدادت بنسبة 791 في المائة عن متوسط الأشهر الثمانية السابقة. وفي أنحاء سورية، أكدوا مقتل 130 طفلًا بسبب القنابل العنقودية في العام الماضي. ويأتي وقف القتال في حلب كجزء من وقف إطلاق النار الإنساني التي أعلنتها روسيا في المدينة المتنازع عليها، للسماح لإجلاء المدنيين والمقاتلين. بينما رفض المتمردون عرضًا لإخلاء منازلهم.
واتهمت روسيا يوم الجمعة مسلحين بإطلاق النار على الممرات الإنسانية واستخدام الهدنة للتحضير لهجوم. ومع ذلك، قالت الأمم المتحدة إن عمليات الإجلاء الطبي المخطط لها من مدينة حلب السورية لم تبدأ كما كان مقررًا، بسبب عدم وجود ضمانات أمنية من الجانبين المتصارعين.