لندن - سليم كرم
تم تهريب النازح السوري بشار حبيب إلى بريطانيا على متن طائرة شركة "رايان اير" باستخدام جواز سفر مزيف قامت بتزويره له مجموعة سياسية معارضة، حسبما كشفت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية. ونجح حبيب، 18 عاماً، في تخطي الاجراءات الأمنية في مطار اثينا اليوناني، وذلك قبل أن يطلب حق اللجوء لدى وصوله الى مطار "ستانستد" في لندن.
وكشف حبيب انه تم منحه جواز السفر في وقت سابق من قبل مؤسسة "بلا حدود"، والتي تشمل البريطانيين المتهمين بإثارة المشاكل بين المهاجرين في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء أوروبا. واضاف انه اشترى تذكرة ذهاب فقط من مكتب "رايان اير" في مطار اثينا، موضحاً أنه كان يحمل أمتعة يدوية فقط وأن هذا لم يثر الشكوك حوله.
وقال حبيب لـ"دايلي ميل": أنا "اريد أن اصبح طبيباً لمساعدة الناس في سورية، ولكن كان يمكن أن أكون جهاديًا أو مجرمًا. انه من حسن الحظ ان نيتي كانت حسنة".
واستقل حبيب الطائرة في مطار أثينا الدولي من دون أي مشكلة، على الرغم من اختلاف مظهره مع مظهر صاحب جواز السفر، النمساوي ماريوس بريم الذي يملك شعرًا طويلًا ولون عيون مختلفة، بالاضافة الى فارق عمري يقدر بسبع سنوات.
وقد اثارت قضية حبيب ذهول السياسيين وخبراء الأمن، حيث قال الرئيس السابق لمكتب الأمن القومي لمكافحة الإرهاب، كريس فيليبس: "كان يمكن أن يكون أي شخص اخر، ولذلك يجب طرح سؤال حول عدد الأشخاص الذين تمكنوا من المجيء إلى هنا بمثل هذه الطريقة".
واعتبر عضو حزب المحافظين البريطاني، تشارلي الفيلكا أن قضية حبيب "مقلقة للغاية"، مضيفاً ان وزارة الداخلية يحب أن تقوم بحظر مؤسسة "بلا حدود" لأنها تهدد الأمن القومي.
وتأتي هذه الواقعة بالتزامن مع الزيارة التي ستقوم بها رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إلى الأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث انها ستطالب بتشديد الأمن في المطارات في جميع أنحاء العالم بسبب المخاوف المتعلقة باستغلال إرهابيين تنظيم "داعش" للإجراءات الأمنية المتراخية.
وكان الرئيس السابق لوكالة الحدود البريطانية، روب وايتمان قد أعلن الشهر الماضي ان ما يصل الى مليون مهاجر غير شرعي يعيشون حالياً في بريطانيا، في حين اظهرت احصائيات تم نشرها الأسبوع الماضي ارتفاع عدد البريطانيين الذين يقومون بتهريب المهاجرين إلى أوروبا. فيما قال جهاز الشرطة في الاتحاد الأوروبي "اليوروبول" انه تم التعرف على 136 من المشتبه بهم في بريطانيا في عام 2016، أي بزيادة تقدر بـ32% عن 2015.
وكان حبيب، الذي يعيش الآن في شمال انكلترا، قد توجه الى بريطانيا يوم 8 أغسطس/آب، وذلك بعد أن فر من منزله في مدينة دير الزور السورية حيث تم تدمير المنزل الذي يقيم فيه مع إخوته الأربعة. وقال حبيب انه شاهد عملية ذبح أعز اصدقائه من قبل "داعش" بسبب أنه كان يدخن.
واوضح حبيب إنه وإخوته قد قاموا برحلة محفوفة بالمخاطر إلى اليونان عبر تركيا، ثم تم وضعهم في مخيم على مقربة من الحدود المقدونية لمدة ثلاثة أشهر وذلك قبل أن يتم نقلهم الى سالونيك. وخلال تواجده في احدى المخيمات في اليونان، روى حبيب قصته لإحدى الناشطات والتي تعاطفت معه واوصلته إلى مؤسسة "بلا حدود".
واشار حبيب الى أن المؤسسة قامت بتسليمه جواز سفر المواطن النمساوي بريم البالغ من العمر 24 عاماً، والذي تخرج من جامعة غرب انكلترا في بريستول في عام 2014، واعطوه ما يكفي من المال للحصول تذكرة الطائرة إلى لندن. ويرتبط بريم بعلاقات مع جماعات يسارية متطرفة، حيث أنه كان عضواً في مجموعة منشقة عن حزب "العمال الاشتراكي".
وقال حبيب أنه لم ينجح في تخطي الاجراءات الامنية الخاصة بتطابق مظهر الشخص الموجود في صورة جواز السفر مع مظهره في مطار ستانستد، مشيراً الى أن ضباط المطار طلبوا الاطلاع على محفظته والتي وجدوا فيها هويته السورية. وقام احد الضباط بعد ذلك بسؤال حبيب عن سبب مجيئه إلى هنا واذا كان يرغب في طلب حق اللجوء.
وختم بالقول: "كنت خائفاً ولكنه كان لطيفاً للغاية عندما اكتشف انني سوري، واعتقد انه كان يريد مساعدتي لأنني جئت من الحرب. لقد طلب مني أن أذهب معه من أجل الإجابة على بعض الأسئلة ولكنه سألني اولاً عما إذا كنت جائعاً او متعباً أو اشعر بالبرد. لقد رأيت في اليونان بعض الناس السيئين، ولكن كل الناس يحترمونني في بريطانيا".