باريس ـ مارينا منصف
حذَّر المُدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب من أن انهيار داعش في سورية والعراق يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الهجمات الإرهابية على الغرب، حيث عانت داعش من سلسلة من النكسات العسكرية بعد فقدان الأراضي في العراق في الأشهر الأخيرة فضلًا عن قتل أبو محمد العدناني أحد قادة التنظيم البارزين في غارة جوية في سورية في أغسطس/ آب، وربما يختار المزيد من الجهاديين الفرنسيين وعائلاتهم العودة إلى وطنهم في ظل الضغط على قواتهم حسبما أفاد مدعي باريس العام فرانسوا مولانيس،
وذكر إلى صحيفة لوموند "نحن نرى بوضوح في تاريخ الإرهاب أنه عندما تعاني المنظمات الإرهابية من صعوبات على أرضهم فإنهم يبحثون عن فرصة للهجوم في الخارج"، وكان الكثير ممن شاركوا في الهجمات القاتلة في فرنسا العام الماضي من مواليد فرنسا، ويأتي ذلك في إطار إعلان مولانيس عن سجن مشدد للجهاديين الفرنسيين العائدين.
وكشف مولانيس وهو المسؤول عن التحقيقات المتعلقة بالإرهاب أن ما يقرب من 700 شخص من فرنسا يقاتلون لصالح الجماعات المتطرفة في العراق وسورية، وأن البلاد ستواجه في لحظة ما عودة عدد كبير من المقاتلين الفرنسيين وعائلاتهم، وأوضح مولانيس أن مكتبه سيصدر عقوبات جنائية مشددة ربما تصل إلى 30 عامًا في الحالات التي سبق ووجهت له عقوبة 10 سنوات بحد أقصى، وأفاد مولانيس أن هناك 26 قضية إرهابية عام 2013 بينما اليوم يتابع مكتبه 324 قضية، ولا تزال فرنسا في حالة تأهب قصوى عقب موجة من الهجمات القاتلة على أراضيها.
واقتحم اثنان من مسلحي داعش في يوليو/ تموز كنسية في نورماندي قبل أن يذبحوا كاهن مُسن، ويأتي ذلك بعد أن قاد التونسي محمد بوهليل (31 عامًا) شحنة تزن 19 طن تجاه الناس الذين يحتفلون بيوم الباستيل في نيس ما أسفر عن مقتل 85 شخصًا وإصابة أكثر من 400 شخص، وبينت داعش أن بوهليل شن الهجوم ردًا على دعوات دول التحالف التي تقاتل الجماعة الجهادية، وقبلها بأشهر طعن رجل زعم بولائه لداعش ضابط شرطة حتى الموت قبل ذبح شريكته أمام ابنهما الصغير في منزلهما في ماينانفيل غرب باريس، وقتلت هجمات انتحارية منسقة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في باريس 130 شخص وأصيب أكثر من 350 شخص في قاعة حفلات موسيقية ومقهي والاستاد الوطني.
وقتل المسلح أميدي كولبالي الذي أعلن ولاءه لداعش في يناير/ كانون الثاني العام الماضي شرطية في إحدى ضواحي باريس قبل الهجوم على سوبر ماركت يهودي في اليوم التالي حيث قٌتل 4 أشخاص، وقُتل المسلح لاحقا في هجوم مع الشرطة، ويأتي ذلك بعد أن قتل الأخوين كوسي المرتبطين بتنظيم القاعدة 12 شخصًا في مقر المجلة الأسبوعية الساخرة شارلي ابدو في باريس.